ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس درسه الشهري المعتاد بالمسجد النبوي الشريف شرح كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن قيم الجوزية رحمه الله . وأشار معاليه في بداية الدرس إلى أن الله عزو جل أختار من كل جنس من الأجناس أطيبه وأن الطيب ما طيبه القران والسنة ، وما سواه فهو خبيث, مبيناً أن الطيب ما اتفقت عليه الشرائع والعقول والفطر السليمة والأصل في الأطعمة الإباحة إلا ما جاءت الشريعة بتحريمه، وقد تكون التغذية واجبة لتجنب هلاك الجسم قال تعالى :" وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ". وبين الدكتور السديس أن الأصل في الأشياء الحل إلا ما جاء الشرع بتحريمه شرع بذكر المحرمات وأولها الميتة و لحم الخنزير وما ذبح لغير الله قال تعالى :" قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا " وقد يجوز أكل الميتة لمن خشي الهلكة فيأكل بمقدار تجاوز الهلكة فقط وليس لحد الشبع . وحث معالي رئيس شؤون الحرمين في نهاية درسه على أن يحيى المسلم طيباً ليموت طيباً ويبعث طيباً وأن يتجنب الخبث وأهله , سائلا المولى جل وعلا أن يجعلنا من أهل الطيب من يدخلون الجنة ليقال لهم طبتم فدخلوها خالدين وأن يقينا من الخبث وأهله إنه ولي ذلك والقادر عليه.