شارك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، اليوم في مؤتمر "فكر 15" الذي تعقده مؤسّسة الفكر العربيّ بالشراكة مع الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة في مدينة أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي، ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، وعدد من صنّاع القرار والمسؤولين من دول مجلس التعاون ، وممثلين عن الاتحادات والمنظمات المحلية والدولية ذات الصلة ، وعدد من المثقفين والمفكرين العرب. وألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أشاد فيها بمبادرة مؤسسة الفكر العربي بتنظيم هذا المؤتمر المهم مضموناً وتوقيتاً ، وبالجهود المتواصلة والبناءة التي تبذلها المؤسسة لنشر وتعزيز ثقافة التكامل في الإطار العربي على المستويين الرسمي والأهلي. وأثنى معاليه في كلمته على تسليط الضوء في هذا المؤتمر على نموذجين مشرفين من التكامل العربي ممثلين في دولة الإمارات العربية المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ، مؤكدا استعداد الأمانة العامة لمجلس التعاون لتقديم ما لديها من معرفة متراكمة ، وخبرة عملية ثرية في كل ما يتعلق بموضوع التكامل ، وهي حصيلة ثلاثة عقود ونصف من العمل المشترك ، وهو ما يمكن أن يستفاد منه في مناطق عربية أخرى. وفي حديثه عن المسيرة التكاملية لمجلس التعاون ومقومات الاستمرارية والنجاح فيها، أكد الأمين العام على الرؤية الطموحة التي يعمل مجلس التعاون على تحقيقها والمتلخصة في توفير بيئة آمنة ومستقرة مزدهرة ومستدامة لدول مجلس التعاون ومواطنيها من خلال التنسيق والتعاون والتكامل والترابط. وأشار معاليه إلى أهداف تنفيذ إستراتيجية العمل الخليجي المشترك ، المتمثلة في تحصين دول المجلس أمنيًا داخليًا وخارجيًا ، وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته، والحفاظ على مستوى عالي من التنمية البشرية ، وتحسين السلامة العامة من خلال إقرار استراتيجيات للتوعية بالمخاطر وإدارة الأزمات ، وتحسين مكانة مجلس التعاون إقليميا ودوليا. وابرز الأمين العام بعض جوانب انجازات مجلس التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية ، التي تؤكد نجاح النموذج الخليجي في التكامل ، وسلامة منهجه، مؤكدا أن التكامل وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف الوطنية. وفي حديثه عن مستجدات العمل الخليجي المشترك ، قال الأمين العام إن مسيرة مجلس التعاون شهدت نقلة نوعية وتسارعًا في وتيرة الأداء خلال العام الحالي في ضوء الرؤية الحكيمة لتعزيز العمل الخليجي المشترك التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، حفظه الله ورعاه ، إلى إخوانه قادة دول مجلس التعاون في قمة الرياض في ديسمبر 2015م ، واعتمدها المجلس الأعلى لمجلس التعاون ، مشيرا إلى ما تضمنته هذه الرؤية من أهداف عديدة تبرهن على عمق الالتزام لدى قيادات دول مجلس التعاون بتعزيز الكيان الخليجي من خلال تذليل العقبات التي تعترض استكمال بعض المسارات ، ووضع أهداف جديدة ترفع سقف التكامل الخليجي. وأشار معاليه إلى تشكيل هيئة تعنى بتفعيل التعاون في مجال الشؤون الاقتصادية والتنموية (هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية) ، وإلى إقرار إنشاء الهيئة القضائية الاقتصادية المعنية بالنظر في الدعاوي المتعلقة بالمنازعات الناشئة عن تنفيذ أو عدم تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية، والقرارات الصادرة لتطبيق أحكامها.