افتتح معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقر الأمانة العامة بمدينة الرياض اليوم، ورشة عمل بعنوان "مجلس التعاون .. الانجازات والتحديات"، التي نظمتها الأمانة العامة لمجلس التعاون بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي ، وذلك تمهيداً للمؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي والمقرر عقده في دولة الامارات العربية المتحدة في شهر ديسمبر المقبل . وفي بداية الجلسة ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون كلمة شكر فيها مؤسسة الفكر العربي وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي ، ومدير عام المؤسسة الدكتور هنري العويط لاختيار مجلس التعاون نموذجا للتكامل وأحد موضوعي المؤتمر السنوي للمؤسسة المقرر عقده في أبو ظبي خلال شهر ديسمبر المقبل. وقال " الإيمان الراسخ لدى القيادات بأهمية مجلس التعاون لحماية أمن الدول الأعضاء وترسيخ استقرارها وتحقيق التنمية المستدامة فيها حقق نموذجاً اقليميا متكاملا وناجحا يبعث الأمل لتكرار التجربة في مناطق عربية أخرى" ، مشيرا إلى أن أحد أهم أسباب نجاح التكامل الخليجي هي المنهجية التي اتبعها مجلس التعاون منذ انطلاق مسيرته المباركة . وأضاف أن سجل مجلس التعاون حافل بالإنجازات في جميع المجالات التي لم يكن تحقيقها بالأمر اليسير، مشيرا إلى أن أهم مستجدات العمل الخليجي المشترك ، التي تبرهن على حيوية هذه المسيرة وسلامة منهجها وقدرتها على تجديد انطلاقتها. كما ألقى سمو رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي كلمة شكر فيها الأمانة العامة لتنظيم هذه الورشة تحضيرا للمؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي ، موضحا أن مؤسسة الفكر العربي تبنت موضوع التكامل الخليجي ايمانا منها أن التكامل هو المخرج الوحيد من الواقع المؤلم الذي يواجهه الوطن العربي والسبيل لتحقيق الأهداف المنشودة. وأضاف سموه أن المؤسسة تنظر إلى التكامل كمنهج تبنته القيادات ، لذلك فهي تحرص على تأدية دورها في المجتمع المدني من خلال تسليط الضوء على هذا الموضوع عن طريق العمل المشترك مع المؤسسات والمنظمات العربية الاقليمية المعنية في هذا المجال، منوها بإنجازات مجلس التعاون ، مؤكدا سير المجلس بخطى ثابتة بالرغم من التحديات التي تواجهه. وألقى الدكتور العويط كلمة أكد فيها أهمية الورشة التي تجسد إيمان مؤسسة الفكر العربي بضرورة إدارج مؤتمرها السنوي في سلسلة متوالية من النشاطات التي تسبق انعقاده وتليه. وأوضح أن أهمية هذه الورشة تنبع أيضا من المنهجية التشاركية والتفاعلية المعتمدة فيها من خلال باقة مميزة من الخبراء وأصحاب الاختصاص الذين يغنونها بأوراقهم البحثية ، والمناقشات التي تدور فيها في جو من الحرية والمسؤولية مما يشكل مرجعية صلبة من شأنها أن ترفد المؤتمر وتعمق طروحاته. وأشار إلى أن التكامل العربي يمثل هدفا استراتيجيا وموضوعا محوريا لمؤتمرات فكر السنوية ، ولمجموعة إصداراتها ، وكلها تعالج مفهوم التكامل ، ودواعيه واشكالياته ، ومعوقاته ، وتحدياته ، وهي تستشرف وترسم آفاق بنائه وتحققه ، مؤكدا سعي المؤسسة الى نشر ثقافة التكامل وتعزيزها في مختلف المجالات من خلال الشراكة والتعاون مع جميع المعنيين ، وفي طليعتهم جامعة الدول العربية ، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتناولت الورشة التي شارك فيها نخبة من المفكرين والباحثين مسيرة مجلس التعاون من خلال محاور "التكامل الاقتصادي الخليجي، دور مجلس التعاون في دعم الرؤى والاستراتيجيات التنموية الوطنية في الدول الأعضاء، مجلس التعاون وتحديات الثقافة والهوية، ودور مجلس التعاون في تحقيق الاستقرار الاقليمي" .