ينظّم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني غدًا، لقاءً وطنيًا حول " التعايش المجتمعي وأثرة في تحقيق اللحمة الوطنية"، وذلك في مقر المركز بالرياض. وأوضح معالي رئيس مجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، أن اللقاء الذي ينظمه المركز بالتعاون والتنسيق والمشاركة مع عدد من المؤسسات والجهات الحكومية والتعليمية يهدف للحوار والبحث حول عدد من الموضوعات منها : الأسس الشرعية والاجتماعية للتعايش المجتمعي، وإبراز نماذج رائدة في التعايش على المستويين المحلي والعالمي، وبحث سبل وآليات تعزيز التعايش، وتحديد المعوقات والتحديات التي قد تواجه التعايش المجتمعي في المملكة، وإبراز دور العلماء والدعاة والإعلاميين والمثقفين والأدباء في تعزيز التعايش. وأضاف المطلق أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يولي أهمية خاصة للقضايا التي تتناول مواضيع الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي وحماية النسيج الاجتماعي، وأن المركز يسخر جميع جهوده ولقاءاته للتوعية بأهمية الحفاظ على روابط الوحدة الوطنية بين جميع الأطياف الفكرية وضرورة تعاونها وتجانسها للمشاركة في بناء الوطن، وتحقيق التنمية الشاملة. وقال : "نحمد الله تعالى أن جميع الأطياف الفكرية في المجتمع تدين بالإسلام وتحكّم الكتاب والسنة وتلك هي الثوابت التي تجتمع عليها فئات المجتمع، وقد قال الله تعالى " واعتصموا بحل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا "، وقد حذرنا الله في كتابه الكريم من التنازع "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين". وأكد أن الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي أمر يؤكده الشرع الحنيف لأنه مصدر استتباب الأمن وانتشار العلم ونمو الاقتصاد وهو دائماً يؤكد على المحبة وصفاء القلوب وأنها من مكونات الإيمان الصادق كما قال صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وأن كل واحد منا يحب لنفسه أن يعيش في أمن مستتب وفي رغد من العيش وفي بيئة تتوفر فيها وسائل الصحة العامة، ومدارس التعليم المختلفة، وتلك تتطلب بيئة متحابة متعايشة تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتسعى لمكافحة أسباب الفرقة والاختلاف والوقوف بحزم في وجه ما يهدد الوحدة الوطنية ويخرق السفينة المجتمعية. من جهته أوضح معالي الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، أن الملتقى يعقد من أجل تعزيز قيم التعايش الوطني وترسيخ أواصر اللحمة الوطنية، ومناقشة أفضل السبل لمكافحة التعصب المناطقي أو القبائلي أو التطرف المذهبي وبيان مخاطرها على لحمتنا الوطنية، حيث أن المركز يسعى لمكافحة هذه الظواهر، ويعمل على مشاركة مختلف فئات المجتمع وأطيافه الفكرية في وضع أسس منهجية وتصورات من أجل تعزيز التعايش والمحافظة على وحدتنا التي تشكل الركيزة الأولى في البناء والتقدم والنمو، وفي المحافظة على المكتسبات والمنجزات التي تحققها المملكة في مختلف المجالات. وقال معالي الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني : إن مشاركة أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء والمفكرين وكتاب الرأي من مختلف الأطياف الفكرية والثقافية يؤكد حرص أبناء وبنات الوطن على المحافظة على لحمتنا الوطنية التي تعلو على أي أهواء أو نزعات شخصية، وأن حاجتنا لترسيخ هذه القيم بين فترة وأخرى أصبح من الأهمية بمكان لنوضح الصورة كاملة حيال الأجيال الشابة وأن الانتماء للوطن يشكل الثوابت الراسخة التي عليهم أن يتمسكوا بها وليرتكز عليها عطاؤها، وحبهم ومساهمتهم في خدمة الدين والوطن. وأوضح أنه وفق هذه المبادئ سعى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ إنشائه من خلال لقاءاته وندواته وبرامجه المتعددة على إيلاء قيم التعايش القسط الأبرز من اهتماماته، وفي أكثر البرامج والنتائج التي صدرت عنه إلى التأكيد على قيمة التلاحم والتعاون ونبذ التصنيفات ومكافحة التعصب والتطرف بكل أشكاله، حيث أكده المركز خلال لقاءاته المتخصصة التي ناقش فيها إشكاليات الخطاب الثقافي السعودي في السنوات الماضية. وأشار ابن معمر إلى أن المسؤولية عظيمة تجاه ديننا وولاة أمرنا ووطننا وتجاه الشباب في ظل التطورات العظيمة التي يشهدها العالم، خصوصاً في مجال شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، سائلا الله أن يوفق الجميع إلى أفضل الرؤى والنتائج من أجل تعزيز اللحمة الوطنية، بما يزيد ثقتنا بالقيم الحوارية التي تحقق التسامح والاعتدال وتنبذ الغلو والتطرف. وتتضمن فعاليات اللقاء الذي يستمر لثلاثة أيام، إقامة العديد من الجلسات الحوارية والأفلام التوعوية، وعددٍ من الفعاليات المصاحبة وورش العمل، حيث يقيم المركز 6 ورش ع��ل بمشاركة أكثر من 105 من الدعاة والإعلاميين والتربويين، لبناء مبادرات على مستوى الأسرة والمسجد والمدرسة تسهم في تعزيز التعايش. كما يشهد اللقاء العديد من البرامج الشبابية التي تهدف إلى تعزيز التعايش في الأوساط الشبابية من خلال برنامج سفير للحوار الحضاري ومعرض للفنون وبرنامج تمكين لبناء المبادرات الشبابية ومنصة لعرض تجارب الشباب في التعايش.