جولات الحوار الوطني التي انطلقت عام 1424ه تحولات وأحداث كثيرة نظير الموضوعات التي طرحتها ولامست بها وقائع شغلت اهتمام المجتمع، مثل : الغلو، والتطرف، والوحدة الوطنية، والمعاهدات والمواثيق الدولية، ليشدّد الجميع على تمسكهم بوحدة الوطن، وتأييد التعايش المجتمعي مع نبذ الغلو والتطرف والوقوف مع رجال الأمن في جهودهم التي يبذلونها لاستتباب الأمن في البلاد، فضلا عن تعزيز التفاعل الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وعمل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على أن تكون الوحدة والحفاظ على الثوابت أساسا راسخا في توجهات فعالياته، وبرامجه، كما عمل على قراءة التحول الوطني، وما دعت إليه رؤية المملكة 2030 من تأكيد على البناء والوحدة وتمكين الشباب من المساهمة الفعالة في تعزيز هذه القيم. ووفقا لتقرير صحفي أعده المركز ، فإن لقاءات التعايش المجتمعي شكلت هدفا من الأهداف البارزة اليوم لديه لتعزيز الوحدة الوطنية وحماية النسيج المجتمعي من خلال ترسيخ قيم التنوع والتعايش والتلاحم عبر مجتمع متحاور لوطن موحد من خلال تكثيف العمل الحواري وتكثيف اللقاءات الحوارية والشبابية بمختلف مناطق المملكة، وتقديم دورات تدريبية وتوعوية شاملة. ففي أسبوع (تلاحم) الذي عقد في الجوف خلال الفترة ما بين 8-12 محرم 1438ه الموافق 9-13 أكتوبر 2016م قدم المركز منظومة من الفاعليات عبر ملتقى :" تلاحم : لتعزيز التلاحم الوطني ومواجهة التطرف والتعصب" شملت إطلاق مشروع تلاحم، ومحاضرة لمعالي الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء بعنوان:" أمة وسطا" ودورات تدريبية ضمن برنامج:" تبيان" بعنوان:" تبيان في الوقاية من التطرف" بالإضافة إلى عقد ورش عمل ضمن برنامج:" تمكين" لصنع مبادرات وطنية تهدف لتعزيز اللحمة الوطنية، وقافلة تلاحم، وعدد من الفعاليات النسوية الأخرى. وضمن برنامج : ملتقى الإعلام الجديد نوقش موضوع:" ثقافة الاختلاف في الشبكات الاجتماعية" . بالإضافة إلى ذلك أقيم معرض تعريفي بالمركز، ومعرض فن الكاريكاتير، ومعرض للوحات الفنية المشاركة في مسابقة جمعية الثقافة والفنون، وشاركت في اللقاء 15 جهة ومؤسسة وطنية. وفي لقاء الرياض الذي عقد خلال الفترة ما بين : 29/2 1 /3/1438ه الموافق 29/11-31/12/ 2016م تحت عنوان:" التعايش المجتمعي وأثره في تعزيز اللحمة الوطنية" عقد المركز سبع جلسات تؤطر لمفاهيم التعايش ومبادئه من وجهات شرعية واجتماعية وإعلامية وثقافية. وجاءت كلمة رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق في مستهل اللقاء ضافية ومؤكدة على أهمية اللحمة الوطنية والتعايش، وأهمية الوسطية والاعتدال ومهددات اللحمة الوطنية، مشددًا على أن لوحدة الكلمة قيمة عظيمة في تحريك الهمم، وأن أعداء المملكة يعملون بشراسة لإدخال الفتن بين أبناء الوطن. واستعرض معالي الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر الدور الحواري الذي قام به المركز وما قا به من جهود خلال الأعوام الماضية لإيجاد خريطة فكرية لتعزيز المشاركة المجتمعية، واستعرض الجهود التي بذلها المركز منذ تأسيسه في تعزيز قيم التلاحم والتعايش المجتمعي، والجهود التي يقوم بها لمساندة الجهود الأمنية في مواجهة ونبذ التطرف والتعصب، والأنشطة والبرامج التي ينفذها لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال والتعايش بين جميع مكونات المجتمع". وفي إطار منظومة لقاء التعايش المجتمعي، تناول معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى في كلمة له أهمية التعليم في تعزيز قيم التعايش، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر لتعزيز الوحدة الوطنية، مبينًا أن المدرسة هي المكان الأساسي للتعلم وللتعليم، والبيئة المناسبة التي يمكن أن تزرع في نفوس الأبناء قيم حب الخير والتعايش والسلام. ونظم المركز عشرة لقاءات حوارية فكرية موسعة شارك فيها أكثر من 9000 مواطن ومواطنة من مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية والعمرية، يمثلون الأطياف الفكرية للمجتمع ، وفي جميع مناطق المملكة، وهذه المنظومة الحوارية المتحققة واقعيا ربما لم تتهيأ إلا عبر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي تسنى له جمع هذا العدد الكبير من المشاركين والمشاركات لمناقشة قضايا وطنية متعددة. وناقشت هذه اللقاءات موضوعات: الوحدة الوطنية، والمرأة، والاعتدال والتطرف، والتعليم والصحة، والإعلام، والموقف من الثقافات العالمية، والحوار مع الآخر، وقضايا الشباب، والعمل، و قضايا التطرف. كما نظم المركز ثمانية لقاءات للحوارات النوعية بهدف الإسهام في صياغة الخطاب الثقافي السعودي عبر مناقشة جملة من الموضوعات الفكرية والثقافية والإعلامية استفاد منها أكثر من مليون مواطن ومواطنة من مختلف الشرائح، وفي مختلف مناطق المملكة. وأقام المركز أكثر من 850 ورشة عمل باستخدام أحدث التقنيات والبرامج الالكترونية المعدة خصيصا لرصد وإدارة وتحليل نتائج ورش العمل، حيث يتم عرض التوصيات ومناقشتها . وتشكل أكاديمية الحوار للتدريب في المركز ركنا أساسيا من أركان العمل الحواري المنظم له، فالأكاديمية تعمل بشكل عملي موضوعي على إيصال رسالة المركز الحوارية التي تؤكد على قيم الحوار والتعايش، منطلقة بركيزة وطنية تعزز ثقافة التعايش والتلاحم المجتمعي، وهذا الأفق العملي يتمثل في القيام بنشاطين شاملين، الأول: ورش العمل التي تعمل على تطوير وإيصال جملة من المفاهيم الحوارية التي ترتبط بالمجتمع وقضاياه وتحولاته، والثاني: عقد الدورات التدريبية الموجهة من قبل متخصصين في مهارات الحوار والاتصال، وتدريب مدربين معتمدين في مجال الحوار . وتهتم الأكاديمية بتقديم جملة من البرامج التدريبية تشمل: تنمية مهارات الاتصال، الحوار الحضاري، حاورني، الحوار الصفي، تبيان، حوارنا مع أبنائنا، الحوار الزوجي، الحوار من أجل السلام، الحوار الرياضي، المحاور الناجح، وإعداد مدرب تبيان . ودرّبت الأكاديمية 1029 شخصًا من 8 جهات حكومية في 11 مدينة بالمملكة، ونظمت 18 ورشة عمل لعدة جهات حكومية حضرها 922 رجلًا وامرأة. وتشكل استطلاعات الرأي العام المجال الثاني من مجالات عمل الأكاديمية، حيث يقوم بقراءة توجهات الرأي العام وقياس آرائه نحو مختلف القضايا حيث تقدم الاستطلاعات تدفقا للمعلومات تهم المجتمع وصانع القرار، وتقدم الأكاديمية عبر ذلك ثلاثة أنواع من الدراسات الاستطلاعية هي : الدراسات الدورية، وهي دراسات يتم تنفيذها على فترات زمنية منتظمة ومحددة، والدراسات الطارئة التي يتم إعدادها عندما يطرأ حدث معين تظهر من خلاله الحاجة إلى معرفة رأي المواطن في أسرع وقت، في حين يتم إجراء هذه الدراسات عبر وسائط أسرع من الاستبانات التقليدية مثل الاستطلاع الهاتفي، أو الإنترنت، بجانب تقديم الدراسات المتخصصة وهي دراسات لقطاعات اقتصادية أو اجتماعية محددة. وقدّم خلال السنوات الماضية عددا من الدراسات الاستطلاعية من أبرزها: ثقافة الحوار في المجتمع السعودي، قضايا الشباب : الواقع والتطلعات، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من وجهة نظر المجتمع، قضايا التعليم العام من وجهة نظر المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، واقع الحوار الأسري داخل المجتمع السعودي، الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية، واقع الإعلام وسبل تطويره من وجهة نظر المجتمع السعودي، تحديد ساعات العمل في القطاع الخاص. وفي سياق اهتمام المركز الدائم بالشباب وتمكينهم من الإسهام بشكل فعال في متابعة القضايا الوطني، فقد قدّم في ذلك الإطار مجموعة من الأنشطة الشبابية الحوارية حيث يعقد :" مقهى الحوار" وهو مجلس حواري دوري شبابي ينظمه المركز للنقاش والحوار عبر استضافة إحدى الشخصيات العامة. وفي برنامج " بيادر" يتم إدارة الجهود التطوعية للشباب المشارك في الأنشطة إذ يبلغ عدد المتطوعين والمتطوعات أكثر من 1500 شاب وشابة. ومن البرامج التي يقدمها المركز أيضا، وهي تعمل على تحقيق التواصل والتفاعل بين الشباب، مما يؤدي إلى تمتين العلاقة فيما بينهم وإلى التركيز على الهوية الثقافية الواحدة التي تتعايش فيها أفكار ورؤى، وتتلاقى فيها تطلعات الشباب بما يعزز من قيم الانتماء والإخاء وترسيخ القيم الوطنية. ومن هذه البرامج برنامج:" تمكين" وهو يقوم على تنظيم ورش عمل موجهة للشباب لتوليد المبادرات، ومن ثم تقديمها إلى الجهات المسؤولة لتطبيقها على أرض الواقع، وبرنامج:" جسور" وهو مشروع حضاري يؤصل أسس الحوار والتواصل الثقافي بين الحضارات، ويهتم بنشر وإصدار مواد وأدلة تعريفية حول أدبيات الحوار ، وبرنامج:" سفير" الذي يهدف إلى تدريب الشباب على التواصل مع أقرانهم من الحضارات والثقافات الأخرى، وتحقيق التفاهم بين الشعوب من خلال برامج حوارية ولقاءات تعريفية شبابية سواء مع من يقيم داخل المملكة أو عبر الوفود الزائرة من خارجها وقد التقى الشباب السعودي وشباب أكثر من 60 دولة أجنبية وعربية.