ينظِّم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مساء اليوم لقاء وطنيًّا حول «التعايش المجتمعي وأثرة في تحقيق اللحمة الوطنية» على مدى ثلاثة أيام، وذلك في مقر المركز بالرياض. وأوضح معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، رئيس مجلس الأمناء لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن اللقاء الذي ينظمه المركز بالتعاون والتنسيق، والمشاركة مع عدد من المؤسسات والجهات الحكومية والتعليمية، يهدف للحوار والبحث حول عدد من المواضيع، منها: الأسس الشرعية والاجتماعية للتعايش المجتمعي، إبراز نماذج رائدة في التعايش على المستويين المحلي والعالمي، بحث سبل وآليات تعزيز التعايش، تحديد المعوقات والتحديات التي قد تواجه التعايش المجتمعي في المملكة، وإبراز دور العلماء والدعاة والإعلاميين والمثقفين والأدباء في تعزيز التعايش. وأكد أن الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي أمر يؤكده الشرع الحنيف؛ لأنه مصدر استتباب الأمن وانتشار العلم ونمو الاقتصاد، وهو دائمًا يشدد على المحبة وصفاء القلوب، وأنهما من مكونات الإيمان الصادق كما قال صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وأن كل واحد منا يحب لنفسه أن يعيش في أمن مستتب، وفي رغد من العيش، وفي بيئة تتوافر فيها وسائل الصحة العامة، ومدارس التعليم المختلفة.. وتلك تتطلب بيئة متحابة متعايشة، تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وتسعى لمكافحة أسباب الفرقة والاختلاف والوقوف بحزم في وجه ما يهدد الوحدة الوطنية، ويخرق السفينة المجتمعية. من جهته، أوضح معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن الملتقى يعقد من أجل تعزيز قيم التعايش الوطني، وترسيخ أواصر اللحمة الوطنية، ومناقشة أفضل السبل لمكافحة التعصب المناطقي أو القبائلي أو التطرف المذهبي، وبيان مخاطرها على لحمتنا الوطنية.. فالمركز يسعى لمكافحة هذه الظواهر الشاذة، ويعمل على مشاركة مختلف فئات المجتمع وأطيافه الفكرية في وضع أسس منهجية وتصورات من أجل تعزيز التعايش، والمحافظة على وحدتنا التي تشكل الركيزة الأولى في البناء والتقدم والنمو، وفي المحافظة على المكتسبات والمنجزات التي تحققها المملكة في مختلف المجالات. وقال: إن مشاركة أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء والمفكرين وكتّاب الرأي من مختلف الأطياف الفكرية والثقافية تؤكد حرص أبناء وبنات الوطن على المحافظة على لحمتنا الوطنية التي تعلو على أية أهواء أو نزعات شخصية، وأن حاجتنا لترسيخ هذه القيم بين فترة وأخرى أصبحت من الأهمية بمكان؛ لكي نوضح الصورة كاملة حيال الأجيال الشابة، وأن الانتماء للوطن يشكل الثوابت الراسخة التي عليهم أن يتمسكوا بها، وليرتكز عليها عطاؤها، وحبهم ومساهمتهم في خدمة الدين والوطن. ويشهد اللقاء إقامة عدد من الفعاليات المصاحبة وورش العمل؛ إذ أقام المركز 6 ورش عمل بمشاركة أكثر من 105 من الدعاة والإعلاميين والتربويين، يهدف من خلالها إلى بناء مبادرات على مستوى الأسرة والمسجد والمدرسة، وتسهم في تعزيز التعايش. كما يشهد اللقاء عددًا من البرامج الشبابية التي تهدف إلى تعزيز التعايش في الأوساط الشبابية من خلال برنامج سفير للحوار الحضاري، ومعرض للفنون، وبرنامج تمكين لبناء المبادرات الشبابية، ومنصة لعرض تجارب الشباب في التعايش.