أكدت دولة فلسطين أن الاحتلال الإسرائيلي في حربه على الوجود الفلسطيني ، بات يستظل بحالة اللامبالاة الدولية، وغياب المواقف الدولية الرادعة، والمحاسبة الجادة على جرائمه وانتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، رغم إدراك المجتمع الدولي للتأثيرات الكارثية والمخاطر الجسيمة لسياسة الحكومة الإسرائيلية وتشريعاتها وإجراءاتها العنصرية على مستقبل حل الدولتين . وأوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها اليوم أنه مع بدء أعمال الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلية ، يُصعّد اليمين الحاكم في إسرائيل من بازاره الداعي الى تمرير تشريعات جديدة تساهم في تعزيز وتمكين الإيديولوجية اليمينية المتطرفة، وسيطرتها على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال، عبر طرح مشاريع قوانين تكرّس الاحتلال والاستيطان في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، وتغلق الباب نهائيا أمام الحل السياسي التفاوضي القائم على حل الدولتين . وأشارت إلى أن من أبرز تلك التشريعات المقترحة، مشروع "قانون التسوية" الذي تقدمت به عضو الكنيست عن البيت اليهودي بشأن مستوطنة عمونا، الهادف إلى الالتفاف على قرار المحكمة العليا في إسرائيل، والقاضي بإخلاء المستوطنة المذكورة. وبينت أن هذا المشروع يسمح في حال تمريره ب"شرعنة" جميع البؤر والوحدات الاستيطانية التي أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة، إضافة إلى الحملة التي تقودها ما تسمى ب"مجموعة الضغط من أجل أرض إسرائيل" في الكنيست، بالتعاون مع مجلس المستوطنات ومنظمات يهودية متطرفة، لتمرير مشروع قانون يقضي بضم مستوطنة "معاليه أدوميم" لإسرائيل، وكذلك العديد من الحملات الأخرى الهادفة الى "الحشد"، لضم مناطق واسعة من الضفة الغربيةالمحتلة إلى إسرائيل. ولفتت الخارجية النظر إلى أن هذه الإجراءات الاستعمارية العنصرية تتزامن مع تصعيد غير مسبوق في سرقة الأرض الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان، كما هو الحال في عديد المناطق وبشكل خاص في القدسالمحتلة، في سباق مع الزمن لفرض حقائق استعمارية جديدة على الأرض، تحدد مصير ومستقبل الضفة الغربيةالمحتلة بقوة الاحتلال ومن طرف واحد . واعتبرت أن هذا التغوّل الاحتلالي انفلاتاً إسرائيليا سافراً وتحللاً من جميع القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية، وتمرداً على جميع الاتفاقيات الموقعة، ودليلاً واضحاً على وجهة اليمين الحاكم في إسرائيل الرافض لأية مساع إقليمية ودولية لحل الصراع بالطرق السلمية.