قالت وزارة الخارجية الفلسطينية ، إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تسابق الزمن في تعميق الاستيطان والتهويد للأرض الفلسطينية بشكل عام، والقدسالمحتلة ومحيطها بشكل خاص. وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم ، أنه لا يكاد يمر يوم الا وتعلن فيه حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة عن مشاريع استيطانية جديدة، آخرها ما أعلن عنه "مجلس التخطيط الأعلى" التابع لما يسمى "الادارة المدنية" في الضفة الغربية، وبتعليمات مباشرة من بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان، عن هجمة استيطانية جديدة، تقضي ببناء 514 وحدة استيطانية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة، بالإضافة الى تشريع ما يزيد عن 180 بؤرة استيطانية، تمهيدا لتحويلها إلى مستوطنات كبيرة، وشملت هذه الهجمة المصادقة وبأثر رجعي، على عشرات من الوحدات الاستيطانية التي تم بناؤها مسبقا في عدد من المستوطنات في الضفة المحتلة. وأشارت إلى أن هذا التغول الاستيطاني، يأتي في سياق تنفيذ مخططات معدة مسبقا، تقوم بتنفيذها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بهدف زيادة عدد السكان اليهود في القدسالشرقية، من خلال توفير وحدات استيطانية جديدة وبأسعار مخفضة لاستقطاب الأزواج اليهودية الشابة لمواجهة الهجرة اليهودية من القدس، كما تهدف هذه المخططات الى طرد المزيد من الفلسطينيين وتهجيرهم من القدس، في محاولة لحسم ملف القدس بصفته أحد أبرز قضايا الحل النهائي. وأدانت الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات السياسات والمخططات الاستيطانية الاسرائيلية، ورحبت بما صدر من بيانات إدانة عن عديد الدول والهيئات الدولية ضد ما تقوم به إسرائيل من تغول استيطاني في أرض دولة فلسطينالمحتلة، كان آخرها البيان الذي أصدره المتحدث الرسمي باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الاستيطان ومخاطره على حل الدولتين، وفي ذات الوقت أكدت أن الاكتفاء بتشخيص مخاطر الاستيطان على عملية السلام وإدانته، لا يساعد على حماية ما تبقى من حل الدولتين، ولن يوقف مساعي إسرائيل الهادفة الى إغلاق الباب أمام الحل التفاوضي للصراع، حيث أصبحت اسرائيل تتعايش معها وتعتبرها تشجيعها لها للمضي قدما في تنفيذ مشاريعها الاستيطانية، خاصة وأن الدول التي تصدر هذه الإدانات والتحذيرات، تفصل بين مواقفها المعلنة من الاستيطان، وبين علاقاتها الثنائية مع دولة الاحتلال، التي تواصل انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتستهتر بجميع صيغ الإدانات الدولية للاستيطان. وقالت : لقد بات مطلوبا من الرباعية الدولية ومجلس الأمن خاصة الأعضاء الدائمين فيه، الإسراع في تحمل مسؤولياتهم التاريخية إزاء الحالة في فلسطين عامة، واتجاه الاستيطان بشكل خاص، واتخاذ قرارات أممية تجبر إسرائيل على وقف احتلالها واستيطانها بشكل فوري والانصياع لإرادة السلام الدولية وللقانون الدولي. وطالبت الوزارة المجتمع الدولي أن يضع حدا لاستفراد إسرائيل، كقوة احتلال، بالشعب الفلسطيني وحياته ومستقبله، ومعاقبة إسرائيل على انتهاكاتها وتمردها على القانون الدولي.