أفرز الكيل بمكيالين في النظرة الأوروبية إلى قضية فلسطين موجة امتعاض من العرب والفلسطينيين، واستهتار من الجانب اليهودي "الإسرائيلي"، وغطرسة وعدم المبالاة لدرجة انتهاك كل المواثيق والدساتير والقيم والأعراف. واستطاع الفلسطينيون أن يثبتوا عدالة قضيتهم، وحان الوقت لجلاء الكيان المحتل عن أراضيهم المحتلة بعد أن أصبحت سلطتهم الوطنية تمثل دولتهم، ورئيسها يطلق عليه رئيس السلطة الفلسطينية. وتقف في طريق المفاوضات الفلسطينية "الاسرائيلية" اليهودية كعقبة كأداء ظاهرة تعنت وعناد الجانب الإسرائيلي في اقامة "المستوطنات" على أراضي يمتلكها أصحابها الأصليين الفلسطينيين لديهم ما يثبت ملكيتهم، لكن جنرالات الكيان الإسرائيلي ماضون قدماً في هدمها وتجريف أشجارها بحجج واهية لا سند ولا دليل على إزالتها سوى مضايقة مالكيها كزيادة في اذلالهم واضطهادهم ظلماً وعدواناً وانتهاكاً لمواثيق حقوق الإنسان والقيم الانسانية والأخلاق التي تعطي صاحب الحق حقه دون نقصان أو أذى أو ضرر حت لا تجيز لمسه ما دام هناك ما يثبت حقه بكل وضوح. وبعد أن طال صمت المجتمع الأوروبي على هذه الانتهاكات الإسرائيلية لأراضي الفلسطينيين في داخل فلسطين العربية المحتلة أبلغ قادة أوروبا الإرهابي "نتنياهو" أنه في حال استمرار البناء في القدسالشرقية ، فإنهم سيدعمون "فلسطين" دولة فلسطين في مؤسسات هيئة الأممالمتحدة، وانضمام أوروبا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ! الرسالة الأوروبية غير مسبوقة من قادة مركزيين في أوروبا على خلفية تخوفهم من خلال البناء الاستيطاني - غير المشروع - قانونياً وأخلاقيا وإنسانياً - خاصة في مدينة القدس بعد الإعلان عن بناء آلاف من الوحدات السكنية في القدسالشرقية "العربية" ! فالكيان اليهودي "الغسرائيلي" الاستعماري في فلسطين العربية المحتلة قد نفذ جميع قراراته ودعاياته في الحملات الانتخابية حول الاستيطان! رغم الموقف الدولي المعارض وتجاوز الكيان الإسرائيلي الخطوط الحمراء إذْ شرعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عملياً في تنفيذ المخطط الاستيطاني المعروف ب "E-1" الذي يفصل جنوبالضفة الغربية عن شمالها. كما أن المصادقة على فتح الشارع الذي سيربط المستوطنات شرق القدس مع مدينة القدس بداية على تنفيذ المخطط الاستيطاني "E-1". أشارت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية أن لجنة التنظيم والبناء في بلدية القدس أقرت اقامة شارع بديل يربط بين القدس ومستوطنة "معاليه ادرميم" ما سيمكن "إسرائيل" من البناء بالمنطقة المصنفة "E-1". وتعمد "بنيامين نتنياهو" مواصلة البناء الاستيطاني في القدس بغض النظر عن المفاوضات مع الفلسطينيين. هل يمضي قادة أوروبا قدماً نحو ممارسة "ضغط" فاعل على حكومة الكيان اليهودي في فلسطين العربية المحتلة في وقف مواصلة الأنشطة الاستيطانية المخالفة للقانون الدولي الإنساني؟.