أكد معالي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني أن العالم الإسلامي يواجه في الوقت الراهن مجموعة من التحديات تتعلق بالتنمية والتدهور البيئي والصحة ونقص الطاقة وشح الموارد المائية، مشدداً على أن التقدم العلمي والتكنولوجي أساسي لتجاوز هذه التحديات. جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة عشرة للجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (كومستيك) المنعقدة اليوم بمدينة إسلام آباد، مبيناً أن جدول أعمال المنظمة في مجال العلوم يركز بشكل خاص على وضع إطار مؤسسي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول الأعضاء في المنظمة، وعلى تعزيز ذلك الإطار، بجانب بناء قدرات العلماء، والمساعدة في إيجاد يد عاملة مدربة ومؤهلة، ما تعزز الروابط بين المنظمات الحكومية والخاصة العاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا. وحث معاليه الدول الأعضاء على مضاعفة جهودها لتعزيز التعاون البيني من أجل تقاسم الممارسات المثلى فيما يتعلق بالسياسات الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار، مع نقل التكنولوجيا وخلق أنظمة إيكولوجية إقليمية للابتكار، مشيداً بالدور الذي أضطلعت به الكومستيك المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي في توفير القيادة الضرورية للدول الأعضاء للنهوض بثقافة العلوم والتكنولوجيا والابتكار. ودعا معالي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إلى صياغة برامج وأنشطة ترمي إلى تعزيز الإطار المؤسسي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وبناء قدرات العلماء وواضعي السياسات في مجال العلوم، وتمتين الروابط بين المنظمات الحكومية والخاصة العاملة في مجال الابتكار في الدول الأعضاء، مثنياً على " الكومستيك " لإخراجها المقترح المتعلق بإطلاق برنامج تقرير العلوم في صيغته النهائية، وهو البرنامج الذي يتوخى رصد تطور العلوم والتكنولوجيا وتقييمه على نحو منتظم في الدول الأعضاء وتقديم توصيات لهذه الدول لتعزيز سياساتها في مجال العلوم والتكنولوجيا. وأشار إلى دور الكومستيك في مساعدة الدول الأعضاء على إجراء البحوث العلمية المشتركة وإقامة شراكات في مجال التدريب بهدف الاستفادة من الخبرات والقدرات القائمة, منوهاً في هذا الصدد بالاتفاق المبرم مع مجلس نوبل الذي يوجد مقره في مدينة لينداو بألمانيا الذي يتيح للعلماء في بلدان منظمة التعاون الإسلامي فرصة العمل مع نظرائهم الحائزين على جائزة نوبل. وأكد أن وظيفة التقدم العلمي والتفوق التكنولوجي هي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر، حاثّا الدول الأعضاء على إيلاء الأولوية القصوى في المناهج الدراسية لتعليم العلوم في جميع المستويات من أجل تحقيق هذا الهدف، مطالبا بتخصيص نسبة أكبر من موازنات الدول الأعضاء لتطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتطوير "ثقافة العلوم في الدول الأعضاء، بمشاركة فاعلة من الحكومات، وبدعم من هيئات المجتمع المدني وغيرها من المنظمات. إلى ذلك شدد فخامة الرئيس الباكستاني رئيس الكومستيك، ممنون حسين، خلال افتتاحه اليوم الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للكومستيك، على ضرورة زيادة ميزانية البحث والتطوير، والاستثمار في إنتاج علماء من ذوي الكفاءات العالية.