قال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ في المعهد العالي للقضاء الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن، إن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي ألقي اليوم خلال تدشين أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، يعد تأكيدًا على النهج الإسلامي المبني على الشورى, ودعمًا لمسيرة الشورى ومنزلتها الكبيرة لدى ولاة الأمر -حفظهم الله - منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- حمل الكثير من المواقف السديدة, والدلالات الكبيرة, والإشرافات المتميزة التي تعتمد الأسس والثوابت، وتستشرف مستقبل الوطن برؤية تفاؤلية, فهي حديثٌ نابع من القلب إلى قلوب الشعب على الأصعدة كافة. وأضاف : إن المتأمل لهذا الخطاب الضافي وما يحمله من دلالات ومضامين واسعة, تعد وثيقة أساسية ينظر من خلالها المواطن العادي والمسؤول سياسة هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية, وموقفها تجاه قضايا الوطن والمواطن, وكذلك تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مبرزا فيه التأكيد على أهمية تحقيق الرفاهية للمواطن والاستقرار والتنمية الشاملة وفق رؤى إستراتيجية بناءة هادفة بإذن الله, والاستثمار الأمثل في العنصر البشري، والتأكيد على الإنسان كعنصر فاعل في بناء التنمية المستدامة. وأشار إلى أن هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين التي تؤكد مكانة الإنسان السعودي يبين تحمّل ولاة الأمر -أيدهم الله- للمسؤولية تجاه المواطن، من منطلق أنه الرقم الصعب في معادلة التنمية، وهو المرتكز الرئيس لها، وهو في الزاوية الأخرى رجل الأمن الأول، وخط الدفاع الأساس عن وطن الإسلام، ومأرز الإيمان، ومهوى الأفئدة، وبلد الرسالة الخاتمة، وهذا شرف يفاخر به كل مواطن ومقيم على هذا الثرى، وهو مسؤولية مضاعفة للإسهام الفاعل، وتفعيل للمشاركة التي تؤسس على الترابط والتكاتف والتعاون, والمحبة الصادقة, والشعور بالواجب تجاه مكتسبات هذا الوطن الروحية والمادية. وتابع قائلا : إن من مضامين الخطاب الملكي المهمة والرئيسة أكدت على أهمية الوحدة الوطنية التي تأسست على ثوابت شرعية، وقوة سياسية، ومكتسبات حضارية، فهي من أهم منجزات هذا الوطن العظيم، وأبرز مفاخره، ظلت راسخة منذ قيامها رغم المهددات والمخاطر، وجاوزت الشعور والمشاعر إلى الإيجابية الخيرة التي تحقق مقاصد الشرع في الجماعة والإمامة، وتحفظ الدين وتحرس الحياة العامة به، التي أثبتت قدرتها على تجاوز الصعاب، والمحن والفتن ولله الحمد، وما من شك أن اللحمة الوطنية والوحدة ركيزة من ركائز مقومات أي وطن من الأوطان, ومسلمة من مسلمات تطوره وتقدمه, ودليلاً قاطعًا على قوته وعزته. وأضاف أن من المضامين الكبيرة الرئيسة في خطاب خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- الدعوة لمحاربة الإرهاب, واتخاذ جميع السبل والوسائل في تحقيق هذا الغرض، وهذا أمر غاية الأهمية في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة، ووضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين، مشيدا بدور المملكة في بذل ما تستطيعه في هذا الشأن. وخلص الدكتور الميمن إلى القول إن خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز حمل كلمات من القلب نفذت وإلى كل القلوب وصلت, لأنها منهج متكامل، ورؤية سديدة، وترسم له تطلعات القيادة للمستقبل القريب والبعيد,سائلا الله العلي القدير أن يديم علينا أمننا وإيماننا, وولاة أمرنا, وأن يوفقهم إلى كل خير, ويحميهم من كل سوء ومكروه.