حذر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي من الحملات الشرسة التي تتعرض لها الهوية العربية من بعض الدوائر المعادية التي تحاول إذابة تلك الهوية في ثقافات أخرى غريبة عنا. ودعا العربي، في كلمته اليوم أمام المنتدى العربي الأول للنهوض باللغة العربية تحت شعار " تحيا الأمة بأحياء لغتها"، إلى تضافر الجهود للتصدي لهذه المحاولات المعادية التي تسعى إلى تقليص تعليم اللغة العربية في مقابل تعزيز انتشار اللغات الأجنبية الأخرى، وذلك بهدف طمس هويتنا وحضارتنا الأصيلة. وأكد أهمية الاحتفاء باللغة العربية كونها تعد الرابط الأقوى في ترقية التواصل ودعمه بين أبناء الأمة العربية والمعبرة عن وجدانهم وعنوان هويتهم وشخصيتهم ومخزون تراثهم الفكري والعلمي والإبداعي وتمثل أساس هويتنا وحضارتنا العربية الأصيلة خاصة في ظل هذه الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية الصعبة. وشدد العربي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مساعده للشؤون الاجتماعية السفير بدر الدين العلالي على أن النهوض باللغة العربية بات ضرورة ملحة وواجب عربي ووطني الأمر الذي يتطلب أن تتصدر هذه المسألة أولويات العمل العربي المشترك على المستويات كافة. من جانبه، أكد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، أن أهمية اللغة العربية تنبع من ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، مشيراً إلى أن هناك دولا عربية مثل جيبوتي وجزر القمر والصومال أثر الاستعمار الأوروبي كثيرا على اللغة العربية في تلك الدول وعمل على تحطيم هويتها وطمسها مستهدفاً الإسلام وملاحقة كل ما هو عربي وإزالته. وانتقد الجروان تراجع اللغة العربية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والسينما والمسرح والأغاني، محذرا من هجر العرب للغتهم الفصحى إلى اللهجات المحلية ليكرسوا الانفصال والعزلة. ويأتي تنظيم المنتدى العربي الأول للنهوض باللغة العربية، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام وهو التاريخ الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 لعام 1973 الذي أقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة.