أقام نادي تبوك الأدبي مساء أمس محاضرة بعنوان " جدلية العلاقة بين الأدب والواقع " للدكتور موسى بن مصطفى العبيدان , وذلك بمقر النادي بمدينة تبوك وسط حضور كبير من المهتمين والمثقفين بالمنطقة . وفي البدء تحدث مدير المحاضرة إبراهيم الفندل مرحباً بالحضور في " أحدية " الصالون الثقافي وقال " إن ما سيطرحه العبيدان من موضوع هو جدير بالتأمل , وقد يكون فيه الكثير من تبادل وجهات النظر , وذلك ما سيثري هذه الأمسية الثقافية " . ثم تحدث الدكتور العبيدان الذي عرف في البداية بمفاهيم المصطلحات التي وردت في عنوان محاضرته شارحاً كل مفهوم منها على حدة , مبيناً أن الأدب والواقع يكمل كلاً منهما الآخر في تناسق يمر الأديب أو الفنان من خلاله بتجربة إنسانية تمثل الأشياء بأقرب صورة لها , أما فيما يخص" الجدلية " فقد رأى العبيدان أن مفهومها يتمثل في العلاقة التي تنشأ بين المؤثر والمتأثر . وأشار بعد التقدمة التعريفية بمصطلحات عنوان ورقته إلى أن الأدب أمر جلبت عليه النفس البشرية , ولا تكاد المجتمعات تخلو منه سواء البدائية منها أم الحضارية الراقية , وعن طريقه عبرت تلك المجتمعات عن عقلها وشعورها متخذتاً إياه وسيلة لتصوير أفكارها وعواطفها للتواصل مع غيرها . وقال " إن المجتمع العربي وواقع الأدباء فيه قد مر منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحالي بعثرات حضارية متباينة أنعكس واقعها على الأدب العربي , فالحياة في العصر الجاهلي عينة من السلبيات والإيجابيات والمتناقضات , ولما جاء الإسلام برسالته الخالدة بدل سلبيات الحياة الجاهلية بما هو أفضل منها , وأحل قيما ومبادئ وأسس جديدة , جعلت الأديب يعيش في الواقع بعيدا عن التخيلات والتناقضات الفكرية التي كانت سائدة في العصر الجاهلي . وختم الدكتور العبيدان محاضرته بملحوظة نفى من خلالها أن يكون العمل الأدبي شرحاً توضيحيا لأفكار عامة , وإنما هو إدراك علمي يعكس الواقع في صورة فنية , مؤكداً أن الشكل الأدبي يعتبر إنعكاساً للحياة بالقدر الذي تعكس فيه المضامين الحقيقة , لأنه يقوم على التماثل الكلي مع الحياة الإنسانية . عقب ذلك فتح باب المداخلات التي شارك فيها عدد من الحضور الذين تمحورت مداخلاتهم حول الخلاف بين الشعراء والنحويين ( علماء النحو) في قديم الزمان , وكيف خلق مثل هذا الخلاف الأدبي تجربة ثرية في واقع الأدب العربي , كما تناول المشاركون ما قدمه العبيدان خلال محاضرته من وقفة خاصة مع العلاقة بين الأدب والواقع .