أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله , يقود اليوم تحولا اقتصاديا مهما في المملكة من خلال تقديم قطاعات اقتصادية جديدة تتسم بقدرتها على إعطاء قيمة مضافة ومجالاً رحباً للاستثمارات المحلية و الدولية، وتؤكد مكانة المملكة المتقدمة في قائمة الاقتصادات الأهم عالمياً، مبيناً سموه أن قطاعات السياحة و الطيران المدني والتراث الوطني تحظى باهتمام من الدولة للقناعة بأنها ستلعب دوراً رئيساً في مستقبل الاقتصاد السعودي، من خلال الزيادة في مداخيل الدولة وتوفير فرص عمل للمواطنين، وبأنها ستكون رافداً رئيساً للاقتصاد المحلي المعتمد حالياً بشكل كبير على النفط، مستشهداً سموه بالفرص الاستثمارية في مجالات الطيران والسياحة والترفيه التي تم الإعلان عنها بالتزامن مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية. واستعرض سموه، في كلمة المملكة التي ألقاها في المنتدى الوزاري الأول لمنظمتي السياحة العالمية والطيران المدني الدولي, الذي أقيم بالتزامن مع الدورة ال21 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية أمس, في مدينة مديين بجمهورية كولومبيا، تجربة المملكة في تطوير قطاعي السياحة و الطيران المدني، وما يحظى به هذان القطاعان من عناية تولدت من إيمان بأهميتهما الاقتصادية و التنموية وهو ما أثمر عن اعتماد الدولة عدداً من المشاريع والأنظمة لتطوير القطاعين ودعمهما كصناعة تكاملية، مشيرا إلى ما أصدرته الدولة مؤخرا من قرارات لتنظيم قطاع السياحة ودعمه بالتمويل وتأسيس شركات التنمية السياحية وشركة الضيافة التراثية، إضافة إلى التوسع في المطارات وتطويرها، وفتح الأجواء لشركات طيران جديدة. وأبرز سمو الأمير سلطان بن سلمان, التلازم الكبير بين قطاعي السياحة والطيران المدني، وأن نهضة أي منهما وتطوره تتطلب تفاعلاً و تجاوباً من القطاع الآخر في شتى المجالات، كما أن تطور كل منهما يؤدي إلى ازدهار الآخر، وذلك ما تعيه المملكة وترتكز عليه برامج التكامل و الشراكة التي يشهدها العمل في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والهيئة العامة للطيران المدني اللتين تعملان الآن وفق برنامج واضح للشراكة، وقد أضيف مؤخراً ممثل لهيئة السياحة والتراث الوطني في مجلس إدارة هيئة الطيران المدني، و ممثل للهيئة في مجلس إدارة الخطوط السعودية. ولفت سموه إلى أن موقع المملكة الجغرافي يجعل منها نقطة التقاء بين قارات العالم، وما تشهده أجواؤها اليوم من تقاطع خطوط الملاحة الجوية يعتد إعادة للتاريخ الذي يوثق أن الجزيرة العربية كانت نقطة التقاء تقاطعت عليها طرق القوافل ونبعت منها ومرت عليها حضارات العالم، وهذه الأهمية للموقع تتم تنميتها والتوسع فيها من خلال فتح الأجواء الداخلية لشركات طيران جديدة في إطار تفعيل قرارات مجلس الوزراء الخاصة بمعالجة ارتفاع أسعار الخدمات السياحية وبما يتوافق مع الطلب الكبير والنمو المستقبلي الأكبر على الرحلات السياحية المحلية، ويضمن سهولة الوصول للمواقع السياحية وبالتالي ارتفاع أعداد السياح مما يشجع المستثمرين على زيادة استثماراتهم في المناطق لمواجهة هذه التدفقات السياحية المحلية لكون السائح المحلي هو المستهدف حالياً بجميع برامج الهيئة العامة لسياحة والتراث الوطني، إلى جانب استكمال الاستعدادات لفتح المجال لرحلات التوقف والمواصلة ( الترانزيت ) خصوصاً وذلك ما يتيح لراغبي العمرة والزيارة التوقف ثم المواصلة لوجهاتهم. ونوه سموه بتكامل صناعة السياحة مع النقل الجوي في المملكة، مشيرا إلى اهتمامه بهذا الجانب من خلال عضويته في مجلس إدارة هيئة الطيران المدني، إضافة إلى ترؤسه للجنة الإشرافية لتطوير مطار الملك خالد الدولي خلال المدة من 2008 - 2012م، وهي الفترة التي تم وضع مشروع التطوير واعتماده من الدولة ليكون أساس النقلة الكبيرة التي يشهدها المطار حالياً وما ينتظر في السنوات القادمة من مشاريع توسع كبيرة وارتقاء بالخدمات وصولاً إلى رفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 30 مليون مسافر سنوياً. وتطرق الأمير سلطان بن سلمان إلى تطوير خدمات النقل الجوي في المملكة، وتوفير السعة المقعدية للمناطق السياحية بما يتوافق مع الطلب الكبير والنمو المستقبلي على الرحلات السياحية المحلية، مشيرا إلى ما تحقق في إستراتيجية الهيئة العامة للطيران المدني لعام 2020 م، التي عملت على إعدادها الهيئة بالتنسيق مع عدة جهات منها هيئة السياحة والتراث الوطني حتى تم إقرارها من قبل الدولة ، وتتضمن إنشاء وتطوير وتوسعة منظومة المطارات المحورية والإقليمية والداخلية تبلغ 27 مطارا ، وتحويل سبعة مطارات محلية إلى إقليمية ودولية، ومواجهة الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين في التوسع في مطارات جدة والمدينة المنورة والطائف لاستيعاب ملايين المسافرين سنويا، مشيرا سموه إلى مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي يعد من أكبر مطارات المنطقة وسيستوعب بعد انتهاء مراحله الثلاث لأكثر من 80 مليون مسافر. // يتبع // 14:19 ت م تغريد