رفع معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان، أحر التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله وللأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم والأمتين العربية والإسلامية في وفاة فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية رحمه الله , سائلاً الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان. وقال معاليه: "إن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - كان رمزاً للأمانة والإخلاص والتفاني في العمل من خلال ماقدم في حياته التي كرسها لخدمة دينه ومليكه ووطنه وخدمة قضايا أمتيه العربية والإسلامية العادلة ، فكانت حافلة بالجهد والعمل الدؤوب والانجازات والمواقف التاريخية، حتى أصبح بحق أنموذجاً عظيماً في الكفاءة والاقتدار والحكمة والعطاء، وتجلى ذلك من خلال أعماله ومهامه ومسئولياته التي تقلدها على مدى أكثر من أربعة عقود من العمل المضني الذي أجهد جسده وأعياه - رحمه الله- حتى أصبح مدرسة في السياسة والاقتصاد والدبلوماسية وقضايا الإنسانية العادلة ، وأضحى رمزاً للمطالبة بحقوق أمتيه العربية والإسلامية والدفاع عن قضاياها المصيرية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وما تعرضت وتتعرض له الأمة العربية من تحديات وأزمات كبرى في العديد من دولها أخرها مايجري في سوريا والعراق واليمن وغيرها، ودعمه لمختلف القضايا العادلة في العالم. وأضاف: "لقد لقي عميد الدبلوماسية الدولية إجماعاً عالمياً، قلما يوجد نظيره، من التقدير والاحترام والثناء على سيرته العطرة وما كان يتمتع به الفقيد الكبير من خصال فريدة، فإضافة إلى ما كان يتمتع به من دماثة في الخلق، ورقي وبراعة في التعامل والحوار، ولباقة في الدبلوماسية وحنكة وحكمة، كانت مواقفه السياسية قوية وصلبة حاضرة الحجة، واضحة المعالم والمنطق والدليل في الدفاع عن مصالح بلاده وشرح سياساتها والدفاع عن قضايا أمته ما أكسبه احترام وتقدير كل من تعامل أو تباحث معه من قادة أو وزراء في الشرق أو الغرب، شقيقاً كان أو صديقاً أو نداً، اتفق معه أو اختلف , كما أن دعمه واهتمامه بقضايا حقوق الإنسان المشروعة سواءً كان ذلك على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي سيبقى علامة فارقة في سجل إنجازاته الثرية، وسيسجل له التاريخ مواقفه الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية بأحرف من نور، وستبقى محبته وانجازاته الوطنية مصدر فخر واعتزاز في وجدان أبناء وطنه وأمته الذين أجمعوا على محبته وأسكنوه قلوبهم لما قدم طوال مسيرة حياته العملية، التي وصفها أبلغ وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- في رسالته الملكية لسموه رحمه الله، حين قال: ( ...فقد عرفناكم كما عرفكم العالم أجمع على مدى أربعين عاماً متنقلاً بين عواصمه ومدنه شارحاً سياسة وطنكم وحاملاً لواءها , ومنافحاً عن مبادئها ومصالحها , ومبادئ ومصالح أمتكم العربية والإسلامية , مضحين في سبيل ذلك بوقتكم وصحتكم , كما عرفنا فيكم الإخلاص في العمل والأمانة في الأداء والولاء للدين والوطن فكنتم لوطنكم خير سفير ولقادته خير معين ..). وتابع العيبان : "بقلوب ملؤها الحزن والأسى، مؤمنة بقضاء الله وقدره نسأل الله في هذه الأيام الفضيلة المباركة أن يغفر للأمير سعود الفيصل، ويكرم نُزله، ويوسّع مدخله، ويجعل قبره روضةً من رياض الجنة، ويسكنه الفردوس الأعلى، وأن يُلهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وأهله وذويه والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم ومحبيه الكثر في كل مكان، الصبر والسلوان ولا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى " إنا لله وإنا إليه راجعون".