إعداد : عقيل الحاتمي تصوير : خالد الغامدي يعد مسجد الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الواقع في المنطقة التاريخية وسط محافظة الطائف من أقدم مساجد العالم الإسلامي، ومن أهم الآثار الإسلامية الدالة على سمو رسالة الإسلام في إخراج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم، إذ ظل 14 قرناٌ منبرًا علميًا لطلبة العلم في مصر، والشام، والعراق، ومختلف أرجاء العالم الإسلامي الذين يبحثون في مجالات علوم الشريعة، وأصول الفقه، وعلم الحديث، والتفسير، واللغة، والنحو والصرف، والتاريخ. وشيّد بنو ثقيف مسجد بن العباس في المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء حصاره (سنة 8ه) لفلول هوازان الذين دخلوا الطائف بعد فرارهم من المسلمين في غزوة حنين، بحسب ماروى ل"واس" إمام وخطيب المسجد الدكتور مهدي قاري الذي أوضح أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أمر عُثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أن يؤم أهل الطائف فيه. وأشار قاري إلى أنه تقع في الجهة الشرقية من المسجد مقبرة تضم جسد (11) صحابياً من الذين استشهدوا أثناء حصار المسلمين للطائف ودفنهم وصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك البقعة، كما يقع أيضاً قبر حبر الأمة عبدالله بن العباس وبجواره قبر الإمام محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب. وتوالى الخلفاء الراشدين ومن بعدهم الخلفاء في العصر الأموي على العناية والاهتمام بمسجد ابن العباس حتى جاء العصر العباسي الذي شهد في زمن خلافة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء سنة (592ه) إعادة وتوسعة بناء المسجد وسمي على اسم حبر الأمة وفقيها الصحابي عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، الذي أحب التنقل بين الشام والمدينة المنورةومكةالمكرمةوالطائف طلباً للعلم ونقلاً للعلوم الدينية وتعليمها للناس، وأتخذ رضي الله عنهما الطائف مقراً له ومسكناً لقربها من مكةالمكرمة، حيث ظل بها حتى توفي ودفن بها رضي الله عنه عام 68ه . // يتبع // 01:28 ت م تغريد