يعد مسجد العباس وهو نسبة لحبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، رضي الله عنه، من أشهر المساجد بالطائف وأعرقها من حيث الإنشاء والذي يقع في وسط محافظة الطائف، حيث أنشىء في العام التاسع من الهجرة، حيث تضم المقبرة المجاورة للمسجد قبر الصحابي عبد الله بن العباس. وأشار الباحث التاريخي عيسى علوي القصيّر إلى أن في موقع مسجد عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، موقعا لمسجد ينسب إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو تحويطة صغيرة في ذلك التاريخ ملاصقة للجدار القبلي من القبة الأخيرة الكائنة في آخر المسجد العباسي على يمين الداخل من الباب الشرقي، وهذه القبة هي إحدى القبتين في موضع خيمتي زوجتيه اللتين كانتا معه في غزوة الطائف في السنة الثامنة من الهجرة، وهما زينب بنت جحش وأم سلمة، رضي الله عنهما. وأفاد بأن أول من بنى هذا المسجد ووضع له تحويطات هو عمرو بن أمية بن وهب بن معتب بن مالك الثقفي، لما أسلمت ثقيف في السنة التاسعة من الهجرة النبوية في مؤخرة المسجد الذي فيه قبر عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، وفي جداره القبلي حجر مكتوب فيه "أمرت السيدة زينب أم جعفر زبيدة بنت أبي الفضل العباسي بعمارة مسجد رسول الله بالطائف". ووذكر أن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، توفي بالطائف سنة 68 من الهجرة في أيام عبد الله بن الزبير، رضي الله عنهما، عن إحدى وسبعين سنة، وصلى عليه محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وقال اليوم مات رباني هذه الأمة. ولفت إلى أن مسجد عبد الله بن عباس بني ليكون دورا كاملا سنة 592ه في عهد الخليفة الناصر لدين الله أبي العباس المستضيء بأمر الله العباسي الذي تولى الخلافة سنة 575ه إلى سنة 623 هجرية. وأوضح أن المسجد يشتمل على أربعة أروقة في الجهة القبلية ومنبر من خشب فيه عشر درجات وعليه قبة صغيرة من الخشب ليس بينهما وبين سقف المسجد إلا نحو شبرين وأمامه باب على يمينه محراب من رخام قطعة واحدة وحوله بناء مبلط بنورة. وأضاف أن للمسجد ثلاثة أبواب في يمينه ويساره وفي مؤخره، كما في المؤخرة منارة من جهة الركن من الجهة الشرقية. وتم تجديد عمارة المسجد والقبة والمنارة في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي ابن رسول صاحب اليمن في سنة 675 هجرية. وبين أنه كان يعد من المنارات العلمية القديمة، حيث يضم مكتبة تحتوي على الكثير من أمهات الكتب، وكان قديما يحتضن الكتاتيب لتعليم الأبناء القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن. وأشار إلى أن مقبرة عامة كبيرة تقع جنوب مسجد عبد الله بن عباس تسمى بمقبرة الشهداء، حيث تحتضن ما يزيد على 11 صحابيا استشهدوا خلال معركة فتح الطائف في العام الثامن للهجرة، حيث شهدت خلال القرن الماضي دفن موتى المسلمين بها حتى الآن وفي عصرنا الحاضر، كما يتم دفن الموتى في مقبرة الشهداء من الجهة الشرقية لمسجد عبد الله بن عباس. ولفت إلى أنه في سنة 1378 في عهد الملك سعود - رحمه الله - أمر بعمارة المسجد العباسي عمارة كاملة أعادت بناء مناراته وأبوابه وزادت في مساحته نحو الغرب أكثر من ضعفه وتم الانتهاء من عمارته سنة 1381ه بلغت مساحته أكثر من 15 ألف متر مربع.