أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب أن عصابات داعش التي نشأت في الشام وفي العراق قادتها ومؤسسوها مجاهيل ومن عرف منهم باسمه فإنه لا يعرف بسابقة في الإسلام ، والشكوك والشبهات قائمة حول أدوارهم وعمالاتهم وإنشاء عصابات داعش هي النقلة الكبرى لأعداء المسلمين وأعداء العرب من التسلل للجماعات المسلمة إلى إنشاء كيان خالص مستقل مصنوع على أعينهم . وقال إن إنشائه وراءه مخابرات إقليمية وعالمية حيث تكونت مجاميعه من ثلاثة أصناف القادة والمحركون وهم أعداء خالصون والثاني خوارج مارقون مغفلون والثالث وهم الوقود مستغفلون انتهضوا لنصرة الدين سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان خالون من العلم الشرعي والإدراك السياسي وكما في مبادئ السياسة فان أي مؤامرة يستلزم لنجاحها أن لايعلم أكثر المشاركين فيها بأنها مؤامرة ، مبيناً أنه لو تم جرد حساب داعش في عمرها القصير والمشؤم على المسلمين لوجدنا أن لاهدف لهم إلا دماء المسلمين والاستيلاء على أراضيهم، أما أعدائها المفترضون فهم سالمون منها عدى مناوشات يحيون بها صراعات طائفية وعرقية ويوهمون بها الجهلة من أتباعهم، أو يحققون بها المقصد الأعظم من مشروعهم وهو التنفير من الإسلام وتشويه صورته واستعداء العالم على المسلمين، مفيداً انه من مكائد داعش المكشوفة والمتكررة استقطاب الصادقين المتحمسين من شباب المسلمين في كل مكان ليكونوا هم محراث النار الذي يحركون بهم جمرهم الذي أوقدوه ثم إذا كثرعددهم تخلصوا من بعضهم بإقحامهم في معارك يائسة لاغاية عليا فيها تستحق تلك التضحيات كما فعلوا في معركة عين العرب كوباني، إضافة إلى التفافها على كل نجاح يحققه المضامون لتجهض أحلامهم ولتستمر وظيفتهم في حماية أنظمة يفترض منهم عدائها إن كانوا صادقين وانه كلما تلقينا في بلادنا تهديدا كان التنفيذ على يد عصابات داعش، وكان التناغم بينهم ظاهراً في كل حدث. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام // إنه لما بزغ نور الإسلام ووردت هداياته على نفوس أتباعه أشربت قلوبهم محبته وتعلقت أفئدتهم بخدمته فتعلموه وعلموه وامتثلوه ونصروه وبذلوا لأجله مهجهم وأرواحهم وهجروا في سبيله الأوطان وساحوا به وله في أرض الله .. وفي أخبار السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما استشار أصحابه يوم بدر قال سعد رضي الله عنه / والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا / ، فكانت التضحية والفداء سمة بارزة في الجيل الأول من عصر الإسلام، كذلك كانت في أتباعهم بعد ذلك وكان الجهاد الذي يحمل رجاله هذه المعاني هو السيل الذي لا يوقفه سد والنازلة ، التي لا تنتهي عند حد فكان جهادهم هداية ورحمة وعدلا وطبقوا شريعة الإسلام بعبادة الله حقا وبتحقيق المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها وحفظ الضرورات للإنسان بحماية دينه ونفسه وعرضه وعقله وماله وقامت حضارة الإسلام بهذه الوظيفة الشريفة خير قيام وسبقت كل الحضارات بترسيخ هذا المبدأ عبر تقريرات فقهائها وتطبيقات ولاتها واستظل تحت جناح الأمة أقوام من البشر على اختلاف أديانهم وطوائفهم ينعمون بالأمن والعدل ويعيشون في الوطن الذي يحتضنهم جميعاً . // يتبع // 17:26 ت م تغريد