بدأ الوزراء والمسؤولون عن الإعلام والشؤون الثقافية بدول منظمة التعاون الإسلامي، في العاصمة السنغالية داكار اليوم أعمال الدورة العاشرة للجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية تحت شعار "دور الشباب ووسائل الإعلام من أجل السلم والاستقرار في العالم الإسلامي". وأوضح رئيس جمهورية السنغال رئيس لجنة الكومياك ماكي صال في كلمته الافتتاحية للدورة أن ما تعانيه الأمة الإسلامية من ممارسات فئة قليلة باسم الدين الإسلامي ينعكس سلباً على صورة المسلمين بشكل عام. وأبان الرئيس صال أن انعقاد الدورة العاشرة للكومياك الذي يأتي في ظل تحديات متعاظمة يواجهها العالم الإسلامي يبرز أهمية دور الشباب باعتبارهم أمل الأمة ومستقبلها الواعد ، مؤكداً الحاجة إلى منح الشباب فرصة لإثبات دورهم الإيجابي والبنّاء بالنسبة لمجتمعهم وأمتهم ، داعياً إلى تحالف للشباب من أجل نشر ثقافة السلام والمشاركة في تجلية الصورة الحقيقية للإسلام. واستشهد في كلمته بنماذج من الماضي المتألق للحضارة الإسلامية في مجال التبادل الثقافي والأكاديمي بدءً ببيت الحكمة في بغداد ومروراً بالأسماء اللامعة لعلماء مسلمين أسهموا في إثراء الحضارة الإنسانية، من أمثال الخوارزمي مخترع علم الجبر وابن سينا وابن رشد والغزالي وغيرهم، لافتًا النظر إلى أن هذا الثراء الثقافي والمعرفي يجب أن يجد ما يستحقه من الاهتمام الإعلامي. كما استحضر جانباً مضيئاً من واقع الأمة الراهن والمتمثل في استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرض اكسبو 2020م، واحتضان دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم عام 2022م. من جهته أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد أمين مدني في كلمته في افتتاح أعمال الكومياك أن العالم الإسلامي تتكالب عليه تهديدات بعضها خارجي يتمثل في استفحال ظاهرة الإسلاموفوبيا وتركيز الإعلام الخارجي على العنف في العالم الإسلامي وأخرى داخلية كتنظيم داعش وحركات بوكو حرام والقاعدة. وأوضح مدني أن مواجهة هذه التهديدات تتطلب بالأساس أداة ومنصة لمواجهة هذه التهديدات، معتبراً أن لجنة الكومياك تشكل هذه المنصة، حيث أن العالم الإسلامي بحاجة إلى أجهزة إعلامية فاعلة وتعبير ثقافي حاضر ومؤثر. وأفاد الأمين العام أن القرارات الصادرة عن هذا الاجتماع يجب أن تجد ترجمتها في تحركات ملموسة للتصدي الفاعل للسيل العرم من الإسلاموفوبيا والاقتتال المذهبي داخل العالم الإسلامي، مستعرضاً عدداً من القرارات التي ستبحثها هذه الدورة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث جدد دعوته لمؤازرة أهل القدس ودعم صمودهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بزيارة المسجد الأقصى، مشيرًا في هذا السياق إلى أن المنظمة بصدد إنشاء مكتب في رام الله. كما تبحث الدورة العاشرة للكومياك، التي تختتم أعمالها يوم غد الأربعاء ، عدداً من مشاريع القرارات، من أهمها بحث السبل الكفيلة بمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والقولبة النمطية بحق الإسلام والمسلمين، والحوار بين الحضارات والثقافات ونشر خطاب التسامح والسلام والاعتراف بالتنوع الثقافي، وما يتطلبه ذلك من تفعيل للكومياك وتعزيز دورها التنسيقي في مجال إقامة البرامج والنشاطات ذات العلاقة بالشؤون الإعلامية والثقافية، وتطوير عمل المؤسسات الإعلامية والثقافية. كما تتضمن القرارات، التي ستتم مناقشتها، آخر التطورات المتعلقة بمشروع إطلاق فضائية المنظمة والخيارات المطروحة في هذا الصدد.