تتابع الأوساط السياسية والاقتصادية الأوروبية بقلق تطورات الأزمة السياسية في اليونان وآفاق تداعياتها المباشرة وغير المباشرة على أداء منطقة اليورو وصلابة وتمسك الاتحاد الأوروبي في نفس الوقت. وعد غالبية المحللين وكتاب الافتتاحيات الأوروبيين اليوم توجه اليونان نحو انتخابات تشريعية عامة مبكرة يوم ال 25 من شهر يناير المقبل بمثابة مجازفة سياسية خطيرة بالنسبة لمستقبل منطقة اليورو. وأعربت الصحف الأوروبية عن اعتقادها في الغالب أن الدائنين الذين تمثلهم الترويكا الدولية المكونة من المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي سيجبرون بطريقة أو بأخرى على التفاوض مع أثينا بشأن إعادة جدولة ديونها لتمثل هذه الخطوة المرة الثالثة التي يتم فيها إعادة جدولة ديون اليونان منذ اندلاع أزمة الديون السيادية عام 2008م. وتدير الترويكا الدولية حزمة إنقاذ ضخمة لليونان تناهز 240 مليار يورو، لكن صندوق النقد الدولي أعلن رسميًا تعليق المفاوضات مع اليونان بشان الشريحة المقبلة المكرسة لها التي تبلغ 7 مليار يورو، كان من المقرر صرفها في شهر فبراير المقبل. ودعا مفوض شؤون المال والاقتصاد الأوروبي بيار موسكوفيسي اليونان إلى البقاء في منطقة اليورو وقال في تصريح أذيع اليوم إن منطقة اليورو هي أكثر صلابة مما كانت عليه منذ أربع سنوات من الآن. وقالت صحيفة (دي فالت) الألمانية اليوم إن برلين ستخسر زهاء 80 مليار يورو جراء أية إعادة جدولة لديون أثينا.