لم يكن أحد يعرف الكثير عن سالفاتوري توتو سكيلاتشي عندما انطلقت كأس العالم في إيطاليا بالتحديد في 9 يونيو 1990 على الرغم من أنه كان ضمن صفوف نادي يوفنتوس أحد أعرق الأندية الإيطالية. لكن اللاعب الإيطالي حصل في نهاية المونديال على شهرة كبيرة كونه توج هدافا لكأس العالم برصيد 6 أهداف وهو الذي كان على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في المباراة الأولى ضد النمسا. وكان سكيلاتشي، وهو من جزيرة صقلية، مهاجماً مغموراً في صفوف نادي ميسينا من الدرجة الثانية قبل نحو 18 شهراً من بداية المونديال ثم انتقل إلى صفوف يوفنتوس قبل أشهر قليلة من البطولة العالمية . وخاض سكيلاشتي مباراتين دوليتين فقط قبل المشاركة في المونديال وكان يدرك تماما بأنه سيمضي معظم المباريات على مقاعد الاحتياطيين بوجود المهاجمين جانلوكا فياللي واندريا كارنيفالي. ونزل سكيلاتشي في منتصف الشوط الثاني من المباراة الأولى ضد النمسا على الملعب الأولمبي في روما وكان التعادل السلبي سيد الموقف وتمكن من تسجيل هدف بلاده الوحيد في تلك المباراة برأسه بعد تمريرة من فيالي. وشارك سكيلاتشي احتياطيا أيضا في المباراة الثانية ضد الولاياتالمتحدة ومع أنه لم يسجل فإنه اقنع المدرب فيتشيني بأنه قادر على اللعب أساسيا بعد أن قدم عرضا رفيع المستوى واقلق الدفاع الأميركي على مدى 40 دقيقة، كما أن المهاجم الأصلي كارنيفالي لم يحقق شيئاً وفشل في التسجيل. وقرر فيتشيني اشراك سكيلاتشي وروبرتو باجيو في خط الهجوم علما بان الأخير كان يشغل مركز الوسط المتقدم في الجولتين الأولى والثانية في المونديال. وشكل الثنائي خطراً كبيراً على مرمى تشيكوسلوفاكيا ونجح سكيلاتشي في افتتاح التسجيل قبل أن يضيف باجيو هدفا رائعا. وبعد أن حقق المنتخب الإيطالي ثلاثة انتصارات في الدور الأول وبلغ الدور الثاني بسهولة، كان عليه مواجهة الأوروغواي صاحبة الدفاع القوي، لكن سكيلاتشي عاد وسجل هدف المباراة الوحيد من تسديدة قوية بيسراه من مسافة 18 مترا . وفي ربع النهائي ضد جمهورية ايرلندا، تابع سكيلاتشي هوايته المفضلة وسجل هدف المبارة الوحيد مستغلاً خطأ الحارس بادي بونر. وكان الموعد في نصف النهائي مع الأرجنتين في نابولي. ونجحت ايطاليا في افتتاح التسجيل بواسطة سكيلاتشي أيضا ليصل إلى خامس أهدافه في البطولة، لكن كلاوديو كانيجيا أدرك التعادل للأرجنتين التي بلغت النهائي بركلات الترجيح. وفي لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع التقت ايطاليا مع انجلترا، وتقدمت الأولى بواسطة روبرتو باجيو، قبل أن تدرك انجلترا التعادل بواسطة ديفيد بلات، ثم احتسبت ركلة جزاء لإيطاليا فتنازل عنها الاختصاصي باجيو إلى سكيلاتشي الذي سجل هدفه السادس في سبع مباريات فتوج هدافاً للمونديال ليصبح ثاني لاعب إيطالي ينال هذا الشرف بعد باولو روسي عام 1982 بالرصيد ذاته. ولم يتمكن سكيلاتشي من الاستمرار على المنوال ذاته في صفوف يوفنتوس في الموسم التالي وتعرض لسيل من الانتقادات اللاذعة في الصحف المحلية، فتخلى عنه يوفنتوس لمصلحة انتر ميلان لكنه فشل فشلاً ذريعا قبل أن ينتقل إلى اليابان حيث لعب في صفوف جوبيلو ايواتا لمدة خمسة مواسم.