يحلم مهاجم تورينو تشيرو إيموبيلي بأن يدخل بوابة المنتخب الإيطالي من الباب العريض عبر تمثيله في مونديال البرازيل 2014 وتكرار ما حققه سالفاتوري «توتو» سكيلاتشي في مونديال إيطاليا 1990. تشيرو قال الأسبوع الماضي متفائلاً بالأمل الذي يلوح في الأفق: «بدأت الموسم الجاري بهدفين: الأول أن أصبح أفضل هداف في الدوري، والآخر أن يتم استدعائي إلى تشكيلة كأس العالم». مهاجم تورينو حقق هدفه الأول بتتويجه هدافاً للدوري الإيطالي برصيد 22 هدفاً، ويبدو في موقع جيد لكي يتم الاحتفاظ به ضمن التشكيلة النهائية لبلاده إلى «مونديال 2014»، وهو ربما يذهب إلى البرازيل لاعباً في صفوف بوروسيا دورتموند الألماني، والمرجح أن يعلن في الساعات القليلة المقبلة صفقة تعاقده مع المهاجم البالغ من العمر 24 عاماً والذي يثير اهتمام برشلونة الإسباني أيضاً بحسب وسائل الإعلام المحلية. وتحدث مدرب إيطاليا تشيزاري برانديلي عن إيموبيلي، الطامح إلى السير على خطا سكيلاتشي الذي تمكن في مغامرته الأولى والأخيرة مع إيطاليا في أن يتوج هدافاً لمونديال 1990 (6 أهداف)، قائلاً: «هو سجل كثيراً من الأهداف وأسكت المنتقدين الذين قالوا إنه مجرد صبي»، مضيفاً: «قبل 10 أشهر لم يكن مرشحاً للعب في المونديال، لكنه أصبح كذلك الآن بفضل إصراره وعناده». يعتبر إيموبيلي من المهاجمين المعاصرين الذين يتميزون بسرعتهم وحنكتهم أمام المرمى، وهذان الأمران سمحا له خلال الموسم المنصرم بالتفوق على نجوم عالميين كبار مثل الأرجنتينيين كارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين. وإلى جانب لاعبين واعدين آخرين مثل لاعب وسط باريس سان جرمان، الفرنسي ماركو فيراتي، ومهاجم روما ماتيا ديسترو. كان إيموبيلي من الركائز المهمة لمنتخب أقل من سن 21 عاماً، والتي ربما يطلقها برانديلي إلى النجومية العالمية في مونديال البرازيل. لكن مصير إيموبيلي ليس محسوماً، إذ ربما يكون أيضاً من بين اللاعبين السبعة الذين سيقصيهم برانديلي من التشكيلة الأولية في ظل وجود مهاجمين مثل ماريو بالوتيلي وجوسيبي روسي وأنطونيو كاسانو، إضافة إلى لورنزو إينسينيي وديسترو وزميله في تورينو أليساندرو كيرشي. وستكون مباراة السبت الودية ضد أرلندا اختبار جدارة سيعلن بعدها برانديلي تشكيلة ال23 لاعباً لمونديال البرازيل، لكن وسائل الإعلام الإيطالية بدأت تتحدث منذ فترة عن شراكة هجومية بين إيموبيلي وبالوتيلي في العرس الكروي العالمي. ومن بين الذين تمنوا الشراكة بين بالوتيلي ومهاجم تورينو، كان هناك سكيلاتشي، إذ قارن هذا الثنائي بالشراكة التي كانت بينه وبين جانلوكا فيالي في مونديال إيطاليا 1990، مضيفاً في تصريح لصحيفة «غازيتا ديلو سبورت»: «مثل سكيلاتشي وفيالي، ماريو يعتمد في شكل أكبر على القوة البدنية، وهو أقوى مثل فيالي، وتشيرو يتمتع بسرعتي». وتابع سكيلاتشي الذي لم يخض سوى 16 مباراة مع المنتخب الإيطالي وآخرها كانت في أيلول (سبتمبر) ،1991 أي بعد حوالى عام من تتويجه هدافاً لمونديال 1990، «الاثنان ليسا مهاجمين حقيقيين مثل (لوكا) طوني أو (ألبرتو) جيلاردينو. الاثنان يحبان التنقل داخل المنطقة والتوغل فيها والتلاعب بالكرة، والاثنان مهاجمان معاصران، ومعاً ربما يحققان شيئاً مميزاً حقاً». وتحول سكيلاتشي من مجهول إلى بطل في مونديال بلاده الذي بدأه على مقاعد الاحتياط، لكن ذلك لم يمنعه من شق طريقه إلى التشكيلة الأساسية للمدرب أزيليو فيتشيني بفضل أهدافه الثمينة. وتخيل برانديلي بداية مماثلة لإيموبيلي في كأس العالم، قائلاً: «في تاريخ كأس العالم، برز إلى الساحة مهاجمون من هذا النوع، باولو روسي (هداف 1982) أو سكيلاتشي». مسيرة سكيلاتشي مختلفة عن تلك التي خاضها إيموبيلي حتى الآن، فالأول وصل إلى المنتخب الإيطالي وهو مغمور بعض الشيء، وذلك بفضل تتويجه مع يوفنتوس بالكأس الإيطالية وكأس الاتحاد الأوروبي قبيل المونديال، أما الثاني فتألق مع المنتخب الإيطالي لسن أقل من 21 عاماً، بتسجيله 10 أهداف في 14 مباراة، ثم كرس نفسه هذا الموسم بتسجيله 22 هدفاً في الدوري. ويتحدث إيموبيلي عن مقارنته بسكيلاتشي قائلاً: «كنت ولدت للتو في عام 1990! لكن هذه المقارنة لا تخيفني، وجميل أن تتم مقارنتك بلاعب ساعد في كتابة تاريخ الكرة الإيطالية (أي بحلول إيطاليا ثالثة في مونديال 1990)». وتحدث إيموبيلي عن مشاركته المحتملة في البرازيل 2014، قائلاً: «أنا متحفز تماماً، أنا هنا للفوز بمكاني ولكي أثبت أن ما قمت به في الدوري ليس وليد الصدفة. الآن، القرار في يد المدرب».