على الرغم من أن المباراة النهائية لكأس العالم بجنوب أفريقيا التي تجمع هولندا وإسبانيا غداً هي المباراة النهائية ال18 في تاريخ المونديال، فإن حدثاً تاريخياً سيحدث عندما يلتقي الفريقان على ملعب سوكر سيتي في سويتو على مشارف جوهانسبرج. وللمرة الأولى بات من المؤكد أن يحرز فريق أوروبي لقب كأس العالم خارج القارة الأوروبية، وستكون هي المرة الأولى أيضاً التي يحرز فيها أي من الفريقين لقب المونديال. وفي نهائي أول بطولة كأس العالم عام 1930 فاز منتخب أوروجواي على نظيره الأرجنتيني 2/4، في المباراة التي شهدت استخدام كرتين، بعد إصرار كل فريق على اللعب بكرته الخاصة. وبعد أربعة أعوام، شارك المدافع لويس فيليبي مونتي في ثاني مباراة نهائية له بكأس العالم، ولكن هذه المرة أنهى اللاعب المولود في بوينس آيرس المباراة بصحبة الفريق الفائز. ولم يكن مونتي في هذه المرة يمثل المنتخب الأرجنتيني، ولكنه لعب في صفوف المنتخب الإيطالي الذي تغلب على نظيره التشيكوسلوفاكي 1/2 ليحرز لقب كأس العالم بعد مباراة شهدت وقتاً إضافياً. وفي عام 1938 بات المنتخب الإيطالي أول فريق يتوج بلقب كأس العالم مرتين متتاليتين عبر الفوز على المجر 2/4 في المباراة النهائية التي أقيمت في باريس. وأسفرت الحرب العالمية الثانية عن توقف المونديال 12 عاماً وعندما تم استئناف البطولة أخيراً عام 1950 في البرازيل، كانت الدولة المضيفة هي المرشح الأول للفوز بالبطولة، وكانت هذه هي المرة الأولى، والوحيدة حتى الآن، التي لم تقم خلالها مباراة نهائية، واحتاج الفريق البرازيلي للتعادل في مباراته الأخيرة مع أوروجواي من أجل إحراز لقب المونديال للمرة الأولى، ولكن منتخب أوروجواي نجح في خطف فوز صعب 1/2 ليحرز اللقب للمرة الثانية. وبعد أربعة أعوام أخرى جاء الدور على ألمانيا التي حققت فوزاً مفاجئاً على المرشح الأول للقب، المنتخب المجري 2/3، وهو ما عرف حينذاك بمعجزة بيرني، ليحصل الفريق الألماني على لقب كأس العالم للمرة الأولى. ونجحت البرازيل أخيرا في الفوز بأول لقب لها في كأس العالم عام 1958، عندما نجح الأسطورة بيليه، الذي كان يبلغ السابعة عشرة من عمره في ذلك الحين، في تسجيل هدفين خلال الفوز على السويد 2/5 في المباراة النهائية. وتعرض بيليه للإصابة بعد أربعة أعوام وغاب عن تتويج البرازيل بلقب كأس العالم للمرة الثانية عبر الفوز على تشيكوسلوفاكيا 1/3 في المباراة النهائية. وباتت المباراة النهائية لكأس العالم 1966 بين ألمانيا وإنجلترا، خالدة في الأذهان، بسبب الهدف الذي أطلق عليه "هدف ويمبلي"، حيث تم احتساب هدف لجيف هورست، الذي ربما تخطى، وربما لم يتخط خط المرمى، ولكنه تم احتسابه هدفاً ثالثاً لإنجلترا، خلال الفوز على ألمانيا 2/4. وفي 1970 شارك الجوهرة السوداء، بيليه مجدداً منذ البداية، وساعد فريقه على الفوز على إيطاليا 1/4 في المباراة النهائية، التي يتم اعتبارها حتى الآن، أفضل مباراة نهائية في تاريخ المونديال. وشهدت النسختان التاليتان لكأس العالم ، فوز الدولة المضيفة باللقب، حيث فازت ألمانيا على هولندا 2/ 1 في المباراة النهائية ، قبل أن يخسر المنتخب الهولندي مجددا في المباراة النهائية لمونديال 1978 أمام الأرجنتين 1/ 3 وتوجت إيطاليا بثالث لقب لها في مونديال 1982 بإسبانيا، عندما قاد باولو روسي الفريق لسحق ألمانياالغربية 1/3، قبل أن يخسر الفريق الألماني بنفس النتيجة أمام الأرجنتين في 1986. وفي مونديال 1990 التقت ألمانيا مع الأرجنتين مجدداً في النهائي، ولكن أندريس بريمي سجل هدفاً قبل النهاية بخمس دقائق من ضربة جزاء ليمنح منتخب ألمانياالغربية ثاني لقب له في المونديال على حساب الأرجنتين، التي أنهت المباراة بتسعة لاعبين. وفي عام 1994 كانت أول مرة تنتهي فيها المباراة النهائية بالتعادل السلبي بين البرازيل وإيطاليا، بعد أن فشل الفريقان في تسجيل أي هدف طوال 120 دقيقة. وتوجت البرازيل باللقب عبر الفوز 2/3 بضربات الجزاء الترجيحية، فيما أهدر روبرتو باجيو ضربة الجزاء الحاسمة لإيطاليا. وتلاشت آمال البرازيل في الفوز بلقب كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بعد أن حقق الفريق الإنجاز نفسه في 1962، عندما سقط الفريق في المباراة النهائية لمونديال 1998 بعد الخسارة أمام فرنسا بثلاثة أهداف نظيفة. وكان هناك بعض الجدل قبل المباراة حيث انضم النجم البرازيلي رونالدو إلى قائمة بلاده ولكنه فشل في خوض المباراة. وفي أول كأس عالم ذات تنظيم مشترك، بين كوريا الجنوبية واليابان في 2003، حسمت البرازيل اللقب لصالحها عبر الفوز على ألمانيا 2/صفر في المباراة النهائية. وفي 2006 شهدت ألمانيا ثاني مباراة نهائية يتم حسمها عبر ضربات الجزاء الترجيحية، عندما فازت إيطاليا على فرنسا 3/5 بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بتعادل الفريقين 1/1. وكان الفرنسي زين الدين زيدان هو محور الحديث بعد المباراة حيث تعرض للطرد بعد أن وجه نطحة بالرأس في صدر ماركو ماتيراتزي. ومع تحول الأنظار إلى ملعب سوكر سيتي، حين يتنافس المنتخبان الإسباني والهولندي في المباراة النهائية الثامنة عشرة للمونديال، فإن الأخطبوط بول ربما هو الوحيد الذي يعرف هوية ثامن دولة تتوج بلقب كأس العالم.