أكد إمام و خطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله آل طالب أن للكلمة مسؤوليتها وأن انفلات القول والفكر مؤذن بعقاب ليس أقله النزاع والشقاق وإيغار الصدور واحتقان النفوس مما يشق الصف وينقض اللحمة الوطنية ويشتت المجتمع. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام : تختلف آراء الناس و افهامهم وتتنوع مشاربهم وأهوائهم وهذا معلوم في طبيعة البشر، إلا أن ذلك لا يعني إباحة الفوضى بالقول والفكر ولا الخوض في كل شيء لكل أحد فلا يعالج الناس إلا طبيب وإلا أهلكهم المتطبب ولايهديهم الطريق إلا هاد عارف وإلا أضلهم الدليل ولايقول في دين الله إلا عالم به ولما كان القول مقدور لكل أحد ونشر الكلام متاحا اليوم بلا كبد فقد تجاوز الناس فيه وشغلوا به، وانبرى بعض الخلق يخوض في كل شأن ويتعرض لكل أحد وينشر ذلك على الملأ في زمن تبلغ الكلمة فيه الآفاق في لحظات، وقد سبقه من قال قولا نزلت فيه آيات لو نزلت على جبال لهدتها. وأضاف : إنها لآيات يفزع لها القلب ويقشعر البدن لو تأملها المسلم لهزت وجدانه تحذيرا من هول ماجاءت به فإن الله تعالى هو الذي قال ( قد كفرتم بعد إيمانكم ) فأثبت لهم إيمانا سابقا وخروجا للجهاد وكفرا بمقالة زعموا أنها لمجرد اللهو وتمضية الوقت وإن الظاهر من مقالتهم أنهم لم يستهزؤا صراحة من ذات الله تعالى ورسوله وإنما بحملة آيات الله ورسوله الساعين في سبيل رفعة دينه وبلاغ رسالته فكأن المقصود هو ما حملوا والمستهدف ما به تميزوا ومن هنا جاءت الآيات بأن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله لا بأفراد المسلمين وأشخاصهم , وانك ترى اليوم تساهل الناس في كتابة المقالات وتناقل العبارات وصدور التعليقات ورصف الكلمات مع ما تحويه من عظائم الأمور . وتساءل الشيخ آل طالب قائلا : فيا عجبا لمن جعل الجرأة على الشريعة او حملتها مصدر تسلية و تندر أو بلوغ هوى نفس أو تصفية حسابات أين هم من الوعيد الشديد / ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد / وإذا كان هذا يحصل من أفراد فكيف يقبل من صحف سيارة أو منابر إعلام متعددة . وأوضح فضيلته أن الذي يلحقه الذم وينطبق عليه الوعيد هو من يكابر ويجادل عن معصيته وهواه ويعارض حكم الله وشرعه بعقله ورأيه وينصب نفسه لنقض عرى الإسلام وحرب كل فضيلة لا توافق هواه والدعوة لكل ما تشتهي نفسه وتهواه مقتديا بالفلاسفة القدماء في إتباع عقله فيما يحسنه ويقبحه حتى يتيه في بيداء الهوى وظلمة الضلال , وإذا اعتادت النفس الرضاع من الهوى فأن فطامها عسير والواجب في أمور الشريعة الرد إلى الله ورسوله والى أولي العلم الذين يستنبطون حكم الله من وحيه . // يتبع // 15:43 ت م تغريد