وقف زائرو المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية ساعات طويلة أمام حماد بن ملفي الحازمي وهو يفتل الحبل براحتيه من ليف النخيل؛ التي تشتهر بزراعتها منطقة الجوف، حيث يبدأ بإعداد أنواع مختلفة من الحبال المصنوعة من ليف النخيل، الذي يسميه أهل الجوف ب(الخلب). الحرفة ابتكرت من مبدأ "الحاجة أم الاختراع"، وجاءت من اعتماد ابن الجوف آن ذاك على نفسه ووفق الإمكانيات المتاحة له لصنع الحبال التي تساعده في انجاز أعماله اليومية، مثل إنزال بلح النخيل من فروعها، وكذلك ربط السواني، ولهم فيها مَآرب أخرى. وبين الحازمي أنه يستخدم راحتيه في عملية الفتل ولاتساعده آلات حديثة في ذلك وهن يحددان الحجم والسمك على حسب الحاجة، مبيناً أن فتل الحبل لهُ أشكال كثيرة منها ماهو "مربوع" و"مثلوث" و"مثني"، ليستغرق منه عمل المتر الواحد أقل من عشرة دقائق بعد جمع ليف النخيل وتجهيزه. وأكد الحازمي أن مشاركته مع وفد إمارة منطقة الجوف الهدف منها تقديم رسالة للأبناء عن كفاح الأجداد، وعدم الاستسلام أمام الحاجة، والتعريف بتعايش الأجداد والتكيف مع الخامات الموجودة لديهم، مشيراً إلى أن مهرجان الجنادرية هو الوسيلة الوحيدة لنقل حرفة من موروثنا الشعبي وتعريف جيل المستقبل بحياة الأجداد.