بدأ زعماء الاتحاد الأوروبي سلسة من الاجتماعات التمهيدية قبل انطلاق أعمال قمتهم العادية نصف السنوية في بروكسل حيث اجتمع رؤساء حكومات الأحزاب المحافظة في ضاحية (مايس) قرب بروكسل بحضور المستشارة الألمانية انجيلا مركيل. كما عقد رؤساء حكومات الأحزاب الاشتراكية اجتماعًا موازيًا للتحضير لموقف مشترك في معاينة المسائل المحورية أمام أعمال اللقاء الأوروبي الذي يستمر يومين. وبعد أن تمكن وزراء الخزانة والمال لدول الاتحاد من التوصل إلى تسوية بين حكوماتهم بشأن استكمال هندسة الاتحاد المصرفي الأوروبي واعتماد الية لتصفية وإنقاذ المصارف المتعثرة تدفع المستشارة الألمانية في اتجاه إقناع شركائها بضرورة مراجعة اتفاقيات الوحدة الأوروبية وأقلمتها مع متطلبات إدارة شؤون منطقة اليورو وهو الشرط الرئيس الذي وضعته برلين تجاه أي تعميق إضافي للأداء المالي والنقدي على المستوى الاتحادي مستقبلا. وفيما تطالب ألمانيا علنًا بوضع إطار مؤسساتي وتشريعي أوروبي جديد لأي تنازلات من جانبها في إدارة الشؤون المالية فان فرنسا تتحرك بدعم من دول الجنوب الأوروبي المتعثرة للتركيز على عنصر التضامن التلقائي بين الدول الأعضاء في تحمل تبعات الإدارة المالية. ويواجه زعماء الاتحاد تنامي التشكيك في صفوف الرأي العام في الأطروحات الأوروبية بسبب إخفاق غالبية الحكومات في احتواء تداعيات الأزمة المالية التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة طالت عواقبها زهاء 20 مليون مواطن أوروبي من العاطلين عن العمل. ويبحث زعماء الاتحاد الأوروبي بشكل رئيس خلال القمة وللمرة الأولى سبل بلورة نهج مشترك ومحدد في شؤون الأمن والدفاع لكن دون أوهام تذكر بشأن قدرتهم الفعلية على تجاوز المعضلة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة. وحذر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كميرون قبل انطلاق أعمال القمة من معارضة بلاده القوية لأي سعي للفصل بين الحلف والاتحاد الأوروبي, وذلك في إشارة إلى معارضة لندن لإنشاء مقر مشترك لهيئة الأركان الأوروبية. وقال الأمين العام للناتو اندرس فوغ راسموسان الذي يشارك في جزء من أعمال القمة : إنه لا يوجد تمييز بين دور الناتو ودور الاتحاد الأوروبي عسكريًا وأن الإشكالية تضل في الالتزامات المالية والبشرية ومن حيث المعدات والتجهيزات التي يمكن لكل دولة تسخيرها. ويدرس القادة الأوروبيون ملفات أوروبية ودولية متفرقة وتحديد وضع أي إطار جديد للعلاقات مع أوكرانيا وتنسيق مواقف دولهم تجاه التحضير لمؤتمر جنيف حول الأزمة السورية وكذلك دراسة طلب فرنسي بتقديم دعم لباريس في الحملة العسكرية التي تنفذها في جمهورية أفريقيا الوسطى. ورغم إلحاح فرنسا فان الدول الأوروبية تبدي ترددًا كبيرًا في نشر عناصر عسكرية لها في هذا البلد الإفريقي كما أن الاتحاد الأوروبي يرفض تمويل صندوق مشترك لتمويل التدخل العسكري في إفريقيا. // انتهى // 15:37 ت م تغريد