أكد معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين ، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن ذكرى توحيد المملكة مرحلة فاصلة في تطور المملكة العربية السعودية التي أسسها الملك عبد العزيز - رحمه الله - ورجاله المخلصين وأرسى قواعدها , على مبادئ الشريعة الإسلامية , والوحدة الوطنية . وقال معاليه في كلمة له بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثانية والثمانين : تؤكد مقومات النهضة وبناء الدول في مختلف النماذج العالمية أن وحدتها الوطنية من أهم ثوابتها الأساسية التي لا يمكن تحقيق أي بناء أو تنمية أو بناء عليها بدونها , ويكتسب مفهوم الوحدة الوطنية أهميته المركزية من علاقته بعمليات عدة، مثل: بناء الدولة الحديثة، والإصلاح والتطور ، وهي العمليات التي تتخذها الدول التي تسعى إلى النهضة والتقدم، بوصفها بُنية أساسية لكلا العمليتين في آن واحد". وأضاف معاليه : " وتقتضي عملية بناء الدولة الحديثة، تضافر الجهود الوطنية، وتفاعل النخب الفاعلة والشعبية مع خطط وبرامج الدولة العليا استراتيجياتها ؛ لتحقيق الاستقرار والأمن في المجتمع، وترجمة أسس المواطنة في هيئة سلوكيات تعبِّر عن الانتماء الوطني والمساواة بين المواطنين دونما تفرقة على أساس مناطقي، أو مذهبي أو عرقي، أو حتى اللون في الحقوق والواجبات ، كما يقتضي بناء أسس للمواطنة الاجتماعية، لتتحقق المشاركة على نطاق واسع؛ فيسهم جميع أبناء الوطن، في البناء الوطني، في بيئة صحية من التعاون والانسجام. وأردف : لقد قامت المملكة على إرث إسلامي عظيم، بناه الرسول (صلى الله عليه وسلم) ثم طبَّق مبادئه الخلفاء الراشدون من بعده، ثم زعماء الأمة الإسلامية حتى العصر الحديث ، حيث أن من الثوابت الراسخة ، الأصيلة في بناء المملكة أيضًا، وحدتها الوطنية التي دشنها الملك عبد العزيز وكانت البداية من الرياض عام 1319ه ثم توحيدها تحت لواء التوحيد منذ أكثر من اثنين وثمانين عامًا بانطلاق أول وحدة تتم على رمال الجزيرة العربية منذ أكثر من ألف عام، حيث ترسخ الاستقرار ، والأمن ، وانبساط النعمة . ومضى معالي الأستاذ بن معمر يقول : قد استلهمت هذه التجربة الوحدوية الوطنية في ظل هذه الثنائية المتناغمة الثوابت الشرعية والوحدة الوطنية أبعادًا قيمية أكثر، إذ تعدّ هذه الثوابت المكوّن الأساس لنشأتها ؛ وركيزة مهمة من ركائز مقوماتها ومسلَّمة من مسلَّمات تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعًا على تلاحم هذا الشعب مع قيادته؛ إذ تحكي لنا قصة التلاحم بين أبناء هذا المجتمع من تاريخ آبائنا وأجدادنا حتى يومنا هذا. // يتبع //