وصف معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر الذكرى الثانية والثمانين لتوحيد المملكة على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - ملحمة بطولية خاضها بحكمة وشجاعة لتأسيس البلاد وتوحيد أطرافها وربطها بمرجعية واحدة بعد أن كانت مشتتة الأهواء، متعددة الانتماءات. وقال معاليه : إن مشروعاً كبيراً بحجم تأسيس دولة وتوحيد أطرافها يعد طموحاً استثنائياً ، والإقدام عليه بطولة نادرة تكشف عن نفس تدرك أهمية بناء المستقبل وجعله بيئة صالحة للعيش ، تتوفر فيها مقومات الحياة وشروطها ، هذه النظرة الاستشرافية سمة تميزت بها شخصية الملك المؤسس – رحمه الله - فاستطاع مستعيناً بالله ثم بهمته العالية وأعوانه المخلصين أن يوحد أرضاً شاسعة ممتدة حتى استقامت له تحت راية واحدة ورأي واحد ، وها نحن نتقلب في خيرات ذلك الجهد العظيم هانئين بمنافع مشروع التوحيد النادر مثله على صفحة الزمن. وأضاف معاليه قائلاً : لم تكن طبيعة الحياة على أرض المملكة ممكنة بغير ذلك التوحيد ، فقد كان الأمن الذي يَهَبُ الحياة معناها غير متحقق بالصورة المساعدة على العيش ، حتى رسخه جلالة المؤسس - رحمه الله - فصار الناس هانئين به لا يخشون على نفوسهم وأموالهم وأهليهم ، وهو ما نتمتع به في بلادنا اليوم بفضل الله ثم بفضل جهود جلالة المؤسس ومتابعة أبنائه المخلصين من بعده. ومضى معالي مدير جامعة الملك سعود قائلاً : لقد ساقت الهمة الكبيرة لجلالة الملك المؤسس - رحمه الله - إلى تجاوز هدف توحيد الدولة نحو مواصلة العمل على بنائها بناءً محكماً يجعلها دولة لها اعتبارها ذات شأن وحضور مؤثر في مستقبل الزمان ، فأطلق عدداً من المشروعات التنموية والإصلاحية والتعليمية ، ووقع عدداً من الاتفاقيات السياسية المهمة مع كبرى الدول ، فالتعليم ومشروعاته الضخمة اليوم تشهد قفزة كبيرة غير مسبوقة ، أعان عليها اهتمام الملك المؤسس - رحمه الله - به وحرصه على تطويره ، بدءاً من تأسيسه مديرية المعارف في عام 1344ه وتأسيس المعهد العلمي السعودي في عام 1345ه ، إضافة إلى اهتمامه بالتعليم العالي المتمثل في تأسيسه كلية الشريعة بمكة المكرمة في عام 1369ه، وقد أثمرت جهوده تلك عن تطور كبير في قطاع التعليم اليوم يتمثل في انتشاره على كل مناطق ومحافظات وهجر المملكة ، وتغطية التعليم العالي جميع المناطق من خلال (33) جامعة تقدم جميع التخصصات الطبية والصحية والعلمية والإنسانية ، وإلى جانب التعليم تشهد المملكة نمواً في عدد من القطاعات كالصحة والطرق والخدمات الأخرى بأنواعها ، كل ذلك لم يتحقق إلا بعد جمع البلاد وقيادتها بزمام واحد. ودعا معاليه في ختام كلمته المولى جل وعلا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده - حفظهما الله - بالعون والسداد لمواصلة النهضة بالبلاد وتثبيت دعائم أمنها واستقرارها . // انتهى //