اشتهر البروتوكول البريطاني بأنه امتحان حقيقي لزوجات كبار الزوار من الرؤساء وقادة الدول، عندما يلتقون به للمرة الأولى ويصبحون وجها لوجه أمام الملكة إليزابيث الثانية التي تحاول دائما تلطيف الأجواء عندما تشعر بارتباك الضيوف وصعوبة موقفهم، ويحاول البعض كسر هذه الحدة بتصرفات قد تبدو مثيرة للدهشة والاستغراب مثلما حدث مع ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي، وكارلا ساركوزي زوجة الرئيس الفرنسي. الرياض. شمس وحسب البروتوكولات أو المراسم المعمول بها، لا أحد يجرؤ على لمس ملكة بريطانيا إليزابيث أو مصافحتها. لكن هذا بالضبط ما قامت به سيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما عندما التقتها في قصر بكنجهام أبريل الماضي خلال قمة دول ال20 بلندن، عندما ضربت بعرض الحائط كل التقاليد المتعارف عليها دون قصد منها،وفي اليوم التالي، تصدرت صور ميشيل أوباما وهي تضع يدها بحنان على ظهر الملكة الصفحات الأولى للصحف البريطانية التي تساءلت عن ردة الفعل الملكية لهذه الحادثة التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الزيارات الرسمية للقصر، وقيل آنذاك إن بعض أعوان الملكة الحاضرين حبسوا أنفاسهم عندما شاهدوا من الخلف الضيفة ميشيل أوباما تمشي إلى جانب الملكة قبل التقاط الصورة الرسمية لهما ويدها تلامس ظهر جلالتها، وبادرالقصر ووضع حدا للتكهنات، وأوضح أن الملكة لم تكن منزعجة نهائيا من الحادثة، بل على العكس من ذلك اعتبرتها حركة مقبولة ومحببة، وأظهرت الملكة الثمانينية علاقة إنسانية خاصة مع ضيفتها وفي بيتها. وقبل زيارة ميشيل الرسمية الأولى إلى قصر بكنجهام مع زوجها، قيل إنها كانت مرتبكة ولا تعرف كيف ستتعامل مع أشهر عائلة ملكية في العالم؛ ولهذا ربما قد تكون الملكة نفسها هي التي شجعت ضيفتها على كسر بعض الجمود الذي يلف الزيارات الرسمية، ومن ثم وضع يدها على ظهرها. والطريف أن هذه اللمسة لم تكن الشيء الوحيد الذي تركته عائلة أوباما خلفها في لندن، فقد قام الرئيس أوباما نفسه بمصافحة الشرطي الحارس الذي يقف أمام مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت، وهذه لقطة أخرى تناولتها الصحافة البريطانية بإسهاب خلال حضوره قمة ال20. أما السيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني، بقوامها الرشيق وطولها الفارع، فقد كان لها موقف مماثل عندما رفضت التخلي عن حذائها المريح من دون كعب خلال زيارتها الرسمية إلى بريطانيا مع زوجها الرئيس نيكولا ساركوزي، ورغم أن الهدف الأساسي وراء الزيارة والحلول ضيوفا لدى الملكة إليزابيث الثانية هو إحياء «صداقة جديدة فرنسية بريطانية»، إلا أن أخبار الأناقة احتلت حيزا كبيرا من الزيارة. وعندما حل ساركوزي وحرمه ضيفين على مأدبة عشاء في قصر ويندسور، تم تغيير ترتيب طاولة الرئيس بعد أن تبين لمنظمي الحفل أنه لا يشرب أي شيء غير عصير البرتقال، وتجمع مئات الناس خلف الحواجز التي امتدت على طول الطريق التي سلكها الموكب الملكي، وشاركت كارلا الأمير فيليب دوق أدنبرة زوج الملكة البريطانية عربة ملكية، في حين اتبع الرئيس الفرنسي البروتوكول البريطاني وشارك الملكة عربتها الخاصة .