ناقش برنامج «بانوراما» الذي يعرض على شاشة القناة الأولى في التليفزيون السعودي، وتقدمه المذيعة شيرين الرفاعي، إشكالية اللبس لدى الناس بين الأمراض النفسية والروحية، وتحدث في هذا الجانب استشاري الطب النفسي وطب الأطفال والمراهقين الدكتور جمال الطويرقي، الذي رفض هذه الإشكالية التي تقع بين كثير من أبناء المجتمع الذين يظنون أن الجانب الديني فحسب هو الحل لهذه المشكلة: «عندما تكسر ساق مريض علينا تجبيرها طبيا أولا وليس القراءة عليها، ثم الذهاب لأسباب الكسر الأخرى إن كانت حسدا أو عينا أو نحوها، واتخاذ اللازم في هذا الجانب». وبين الطويرقي أن الجانب العلاجي السريري مهم للمرضى، وعدم إدخالهم في إشكالات مع بعض المشعوذين الذين يتقمصون شخصية القراء، فيتعرض المريض حينها لانتكاسة، مبينا في الوقت نفسه أن الجانب الديني مطلوب ولكن ليس في البداية. وأوضح أن كثيرا من المرضى حائرون ما إذا كان الذي أصابهم من قلق أو وسواس ورهاب، أهو مس من الشيطان أم مرض نفسي؟ فيقعون بسبب ذلك في إشكالات عديدة. ومن جانب آخر، تحدث الباحث الشرعي والداعية المعروف الشيخ محمد بن سرار اليامي، أنه لا يوجد تعارض ولا نكون على طرفي نقيض، ويجب الموازنة بين العلاج الدوائي والعلاج الروحاني، وكلا الجانبين مهم: «القرآن فيه شفاء ولكن لا غنى لنا عن العلاج الدوائي إن تيسر، والمرض النفسي شبيه إلى حد كبير بالمرض العضوي، إلا أن هذا محسوس والآخر عكس ذلك». وكشف ابن سرار أن هناك الكثيرين ممن يقعون في خطأ جسيم عند الاتجاه إلى الرقاة، فيتوقفون عن أخذ العقار الذي وصفه الطبيب، فتحدث لهم مشكلة أخرى، وأكد أنه لا يصح أن يطلب الراقي من المريض النفسي ألا يذهب للعيادة، كما هو الحال من الطبيب. ورفض الشيخ اليامي أن يعلق الناس شماعة أخطائهم وسوء تصرفاتهم على العين والحسد: «يظن أحد الأشخاص أن علاقته مع أخيه انقطعت بسبب حسد الناس، وفي الأصل لو عاد للسبب لوجد أنها مشكلة مالية ونحو ذلك». يذكر أنه في إبريل من عام «2007» أقيم مؤتمر كان عنوانه «العلاج بالقرآن بين الدين والطب» حضره نخبة من المشايخ والعلماء ورجال الدين وعدد من أساتذة الطب النفسي، كان أبرزهم رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الملك سعود البروفيسور طارق الحبيب، وأستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس البروفيسور طارق أسعد، وخرج المؤتمر حينها بعدد من التوصيات ذات العلاقة، كان من أهمها المطالبة بنشر الوعي بأهمية التداوي عضويا ونفسيا وروحيا، على حد سواء، عبر وسائل الإعلام المختلفة وإقامة الندوات والمؤتمرات، إلى جانب التوعية بالعلاج القرآني من خلال الندوات والمؤتمرات والبحوث والمحاضرات والكتب في إطار المنهج العلمي الصحيح.