طموحات كبيرة تقف على أعتاب التعليم العالي بانتظار فرصة أو نصفها، للذهاب بعيدا في العلم والمكان.. فتيات أكملن الدراسة الجامعية فامتدت أعناقهن إلى الدراسات العليا كحق مشروع، ولكن تحول دونه العوائق والصعاب، بعضهن يجدن دعم الأسرة وغالبيتهن بحاجة إلى المحرم وهو الشرط/ العائق الذي تتحطم عنده طموحاتهن أو تتأجل. سعد الشهيان يرافق ابنته بحثا عن فرصة دراسة في إحدى الجامعات بالخارج لإكمال الماجستير، ولا يبدو خائفا عليها: «باعتقادي هذا يعود للتربية من الأساس، وأنا واثق من ابنتي وتصرفاتها، ولو تذهب بين 20 رجلا فليس لدي أي إشكالية، فهي ستسافر إلى هدف معين، تدرس وتعود»، ويضيف: «أنصح أولياء الأمور بالسماح لأبنائهم بإكمال دراستهم؛ فأنا لدي اثنان من أبنائي يدرسان بأمريكا، ليكون تحصيلهما العلمي ممتازا؛ ولذلك لا أخاف على أبنائي وبناتي، وأضع رأسي على المخدة وأنام مطمئنا». وتقول ابنته منيرة: «أبحث عن فرصة ذهبية للدراسة بالخارج لإكمال رسالة الماجستير من خلال الجامعات المتعددة في العالم»، وتؤكد: «البنت أثبتت جدارتها على مختلف الأصعدة بحصولها على درجات الامتياز والتفوق في العديد من الجامعات؛ ولذلك لا تقل بحال من الأحوال عن أي بنت في العالم، وفي ظل تمسكها بعقيدتها الإسلامية فإنها محصنة كثيرا من الانحراف والانزلاق في متاهات تعوقها عن إكمال مسيرتها التعليمية». وتضيف أنها ستحاول الالتحاق بشقيقيها اللذين يدرسان بالخارج لتكمل مشوار التعليم العالي المتفوق الذي رسمه لهم والدهم. أما نوف البسام الحاصلة على بكالوريوس الأدب الإنجليزي، فهي تطمح عاليا لإكمال مسيرتها التعليمية: «أبحث عن فرصة لإكمال الماجستير، والخيارات متعددة، وبالتالي هناك فرصة للاطلاع على العديد من الجامعات التي توفر الفرص للشاب والفتاة على حد سواء». وتتابع: «بالطبع هناك عوائق كثيرة تواجهنا في الدراسة بالخارج؛ فالفتاة ليست مثل الشاب؛ ولذلك يجد الكثير منهن صعوبة في إقناع أهلهن بالسفر، أضف إلى ذلك صعوبة وجود المحرم في ظل اشتراط هذا الأمر المتعلق بقبول الطالبة لإكمال دراستها بالخارج، وأتمنى مراعاة هذا الأمر؛ لأن الفتاة السعودية أصبحت على قدر كبير من الثقة والقدرة والوعي لحماية نفسها من الغزو الفكري والانحراف السلوكي، وليست كل فتاة تستطيع أن تأتي بمحرم». بالنسبة إلى صديقتها حياة، خريجة الأدب الإنجليزي، فترى أن العوائق أمام الفتاة السعودية كثيرة وتتمنى أن تزول في ظل اهتمام الدولة الكبير بابتعاث أبنائها للخارج، ولكن «ما يجعل الحماس يقل من قبل الطالبات خصوصا، الإجراءات المعقدة قبل ابتعاثهن، رغم أن كثيرا منهن أثبتن تفوقهن المطلق في الدراسة». إيمان العنزي ستتخرج من جامعة الملك سعود، قسم إدارة أعمال، العام الجاري، تبحث عن فرصة لإكمال الدبلوم العالي أو الماجستير في الخارج: «الجامعات بالخارج توفر دورات للمديرين التنفيذيين، ولدينا نقص بالكوادر في هذا التخصص تحديدا، فهم يؤهلون الطالب بالدراسة لمدة عامين أو ثلاثة أعوام ليكون مديرا تنفيذيا، ومن الممكن أن تقبله أي شركة أو مكان يطلب هذه الوظيفة».