اعتاد الشارع السعودي تداخل الكشافة مع كثير من الأنشطة الموسمية الكبرى، حين يتحمل أفرادها عناء السفر وغربة الأهل، رغم صغر سنهم، لأنهم يعرفون ضخامة المسؤولية، خصوصا إذا كانت لأغلى ضيوف يحطون أقدامهم على أرض الوطن.. ضيوف الرحمن. هناك في الطرقات المترامية الأطراف في المشاعر المقدسة، ظلت الكشافة السعودية حاضرة في الواجهة، ترشد وتوجه، وتنقذ. حتى في السيول التي اجتاحت المشاعر في أحد الأعوام، رأيناهم يخوضون في المياه، يربطون أنفسهم بحبال الرجولة، ورباط الشجاعة. لكن ماذا حدث؟ هل تراجع الدور الكشفي في المملكة؟ أم أن قلة العدد ربما أذابت الرحالة في حواري «قويزة» أو «الكيلو عشرة»؟ أو حتى شرق الخط السريع في جدة. الصور التي تبنتها مجموعة من الهواة على مواقع الإنترنت، والمدافعة عن العمل الكشفي، صحيح أنها تبرز جوالة جامعة الملك عبدالعزيز، وبالطبع لا يجسرون المياه التي ضربت ضربتها، وانتهت، بل يعالجون آثار فيضان المياه، لكن العدسة لم تلتقط صور الكشافة الآخرين إلا في المستودعات، ينزلون بعض المساعدات، أو يقدمون بعض الحاجات، بينما غاب الدور عن الميدان، في وضعية نخشى أن توصف ب «الكشخة»، حينما لقيت ما لقيت من استنكار عريض.