مجموعات كبيرة من الشباب الطموح الإنساني وهبت نفسها للعمل التطوعي لمساعدة الأيتام التكيف مع الحياة الاجتماعية بعد الخروج من دار التربية الاجتماعية وممارسة حياتهم الخاصة والطبيعية.. لذلك أصبحت هذه النماذج من الشباب مرتبطة بمساعدة الأيتام يشاركونهم أفراحهم وأحزانهم ويقومون بإعداد كثير من البرامج لهم. مجموعة حياة التطوعية لها إسهاماتها وأنشطتها المختلفة التي يستعرضها مؤسسها محمد الدغليبي: «الشباب بالمجموعة متطوعون والثلوثية التي نجتمع فيها كل ثلاثاء تقوم فكرتها على تبادل الأفكار والمشاريع لنبدأ التنفيذ وتوزيع الأدوار، وتعتمد فكرتنا على ثلاثة مصادر، وهم المسؤولون داخل الدار، والمشرفون، والمصدر الثالث هو شباب الأيتام أنفسهم، وبعضهم يقترح علينا بعض الأنشطة والجميل في هذا الموضوع أن الشاب منهم صاحب الفكرة، وبالتالي يتحمس لفكرته أكثر ما يحس بأنها فرضت عليه، وذلك ما ساعد على استمرار العمل التطوعي لأنه في النهاية أفكار الشباب وأعمالهم ومن خلال اجتماعهم الأسبوعي يتبادلون المعرفة والأفكار ويضعون خطط العمل وتوزيع الأدوار». تميز في النشاط وللمجموعة ما يميزها في أدائها: «ميزة هذه المجموعة أن فيهم الإعلامي ومنهم الطالب بجامعة الملك سعود وجامعة الإمام وكلية الطب، ومنهم الموظف، فهم شباب من جميع الأصناف وفكرة المجموعة بدأت من الدار نفسها وكانت بجهود فردية من بعض الاخوان، وكانت الملاحظة التي لاحظوها أن المشكلة التي تواجههم تأتي بعد خروجهم، لأن الدار ليست مكان أسرة طبيعي مهما حاولت الدار أو حاولت وزارة الشؤون الاجتماعية أن تعمل، فمستحيل أن تكون مثل الأسرة الطبيعية للابن أو الطفل نتيجة تواجده طوال السنين بهذه الدار وانعزاله إلى حد ما عن المجتمع، فعندما يصبح عمره 18 عاما ويقولون له لا بد أن تغادر الدار سيصاب بنوع من الصدمة؛ لأنه ليست لديه أي تجربة خارج أسوارها، كما أنه ليست لديه صداقات أو علاقات خارجها أو أي عادات مكتسبة فكل علاقاته تنحصر في مجموعة الأيتام داخل الدار وكلهم على نفس الحالة والتجربة ومحدودية اللغة». رعاية رسمية ويتابع الدغيلبي شرح ماهية تطوع المجموعة: «نركز بالتطوع على فئة الأيتام، وبالطبع هناك مجموعات تطوعية كثيرة وهذا نعتبره عملا ممتازا وينم عن أن المجتمع بدأ يتطور ويتفهم أهمية العمل التطوعي حتى أن كبار المسؤولين بالدولة بدؤوا ينظرون للعمل التطوعي بمنظار جدي، فأمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، استقبل مجموعات تطوعية بالإمارة وكرمهم وأعطاهم موازنة، والأمير خالد الفيصل بعد أزمة كوارث جدة استقبل المتطوعين، ونظمت مؤتمرات كثيرة للأعمال التطوعية، ووزير الشؤون الاجتماعية حضر مؤتمرا عن العمل التطوعي في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، وكان قبل خمسة أعوام هناك مؤتمر كبير عن العمل التطوعي برعاية الأمير نايف، والشاهد أن هناك حراكا، وفكرتنا استثمار العمل التطوعي من الشباب ولكن مع فئة محددة، لأنه بتركيز الجهد مع فئة محددة سيكون لدينا نتائج بعكس توزيعه على عدة فئات مثل أيتام ومعوقين أو عجزة، فلذلك عملنا مركز على فئة الأيتام لنخرج بثمرة ونتيجة ممتازة وهذا ما حصل ولله الحمد بشهادة الدار». من أجل الاستمرارية وبالنسبة إلى الأهداف: «أهدافنا كثيرة تنصب في مساعدة اليتيم بتعليمه الحياة الاجتماعية والتعامل بسوق العمل وكيفية تعلم العادات وكل ما له علاقة بالحياة في المجتمع، وبالنسبة إلى أسلوب عملنا فإننا نتبع أسلوب عمل المشاريع فهو يوم واحد من ثلاث إلى أربع ساعات، ولا علاقة له بالمصاريف أو المال، فقط محتاجون إلى الاختلاط بالمجتمع ونتفهم حاجاتهم النفسية ومشكلاتهم ونراعيها، وهذا أسلوب عمل المجموعة، والحمد لله الآن المجموعة لها سنتان وما زالت مستمرة، ولدينا فرع بالرياض للبنات والشباب وآخر بالشرقية للبنات والشباب وبجدة للشباب، والهدف الأساسي هو الاستمرارية مع الأيتام، فلذلك دائما نقيم علاقة جيدة مع المسؤولين بالدار سواء المشرفون أو المديرون، وتكون في أعلى مستوياتها، لذلك المجموعة سمعتها ممتازة وهذا ما نحاول نقله للشباب الذين وصل عددهم إلى 400 عضو للشباب فقط بالرياض، غير البنات طبعا» .