خالف المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي في الجمعية العالمية للصحة النفسية في الخليج والشرق الأوسط الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، أمس، العلماء الذين أفتوا بجواز «إرضاع الكبير» وآخرهم المستشار القضائي بوزارة العدل الشيخ عبدالمحسن العبيكان الذي أجاز قبل يومين، الإرضاع بطرق غير مباشرة، ليوافق رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر الدكتور عزت عطية الذي أباح للمرأة العاملة إرضاع زميلها في العمل منعا للخلوة المحرمة، بحيث يكون «ابنا في الرضاعة» ولا حرج في الاختلاط لظروف وطبيعة العمل. وذكر اللحيدان ل «شمس» أن أصل خروج الفتوى يعود إلى ما قبل 78 عاما بدول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية، حيث إن بعض الأطباء والممرضات المسلمين يداومون ساعات طويلة بالمستشفيات، ويخشون من «الخلوة المحرمة» بحكم طبيعة العمل المختلط في المستشفيات، واستفتوا علماء بعض المراكز الإسلامية في الغرب فاقترح بعضهم إرضاع المرأة لزميلها في العمل حتى تصبح أمه في الرضاعة وتسقط عنهما «الخلوة المحرمة». وأضاف: «99 % من علماء المراكز الإسلامية الذين تم استفتاؤهم في تلك القضية أنكروا إرضاع الكبير، ولم يجيزوه فخمدت الفتوى ثم عادت للظهور قبل 65 عاما فيما أذكر في مصر وسورية، وخمدت ثانية ثم عاودت الظهور في الأعوام الأخيرة فأجازها بعض العلماء استنادا لقصة سالم مولى أبي حذيفة الذي كان يتردد على بيت «أبى حذيفة» لأنه من الموالي فأفتى الرسول لزوجة أبى حذيفة بإرضاعه من غير ثديها فأصبحت أمه من الرضاعة». وأوضح اللحيدان أن هذه القضية عينية ولا تصح إلا لسالم ولم يفت الرسول إلا له، لافتا إلى أن عامة الصحابة مع وجود الموالي أثناء الجهاد لم يحدث أن أمر أحدهم زوجته بإرضاع مولى من مواليهم. وأوضح اللحيدان أنه لا يعترض على رأي العبيكان مشيرا إلى أنه طالب علم متمكن، ولكنه لم يسمع رأيه ولم يطلع على حيثياته. وكان العبيكان قد أجاز إرضاع الكبير «إذا احتاج أهل بيت ما إلى رجل أجنبي يدخل عليهم بشكل متكرر، وهو أيضا ليس له سوى أهل ذلك البيت ويسبب لهم إحراجا، وبالأخص إذا كان في ذلك البيت نساء أو زوجة فإن للزوجة حق إرضاعه» .