* حين كانت إسرائيل تضرب الجنوب اللبناني بعنف وبوحشية، وتشرد الآلاف من الأطفال والنساء والعجزة، وتمارس أسلوبها الإجرامي في غزة والضفة الغربية والأراضي الفلسطينيةالمحتلة، خرج رجل الأعمال اليهودي «سولو ليبوفيتش» بفكرة تصدير الكلاب إلى جنوب شرقي آسيا لاستخدامها كطعام للجوعى رحمة بهم، لأن من الإنسانية، كما يقول «ليبوفيتش» تصدير الكلاب الضالة عن طريق الجو بدلا من قتلها. جماعات حقوق الحيوان رفضت بشدة هذه الفكرة، لأن فيها انتهاكا لحقوق الحيوان، وتحاول جاهدة إثارة الرأي العام الإسرائيلي لمنع هذا الانتهاك. أما انتهاك حقوق الإنسان بحق العرب من فلسطينيين وغيرهم، فلم يحرك ساكنا، بل إن جماعات مختلفة رحبت بقتل الإنسان العربي أينما كان هذا الإنسان. اليهود يحتجون على تصدير الكلاب ولا يحتجون على اغتيال العرب، سياسة التصدير والتعذيب الإسرائيلية للإنسان متواصلة وتدعم العملية الانتخابية لأي رئيس وزراء، وبهما يرتقي الإسرائيلي لمناصب عليا، وبتصدير الكلاب يسقط المسؤول الإسرائيلي في الانتخابات، وما بين السقوط والسقوط تتكشف الأبعاد الحقيقية للمأساة التي لم تجد حلا. الحل في «تصدير» المغتصبين والطغاة إلى مكان آخر. * وسط هالة من الضجيج الإعلامي، وعافاك الله يا يوم الغذاء العالمي، فأطفال العدو يأكلون ويفرحون، وأطفال فلسطين ولبنان يقتلون جماعات في أفواههم برتقالة يافا وحيفا، وعنب الجنوب اللبناني، ومياه النهر الليطاني، شعار إسرائيل، نُفذ بالتمام والكمال، كان الله في عون أطفال الجوع والموت البطيء.