لا شك في أن كل فرد في هذا ال«world» يعيش حتى يتطورويتقدم إلى الأمام بالعلوم والمعرفة وكسب ثقافة غيره واستثمار الجيد منها، ولكن بعضهم يضل الطريق ولا يحسن الاختيار أو التكيف السليم؛ ما أفرز ظاهرة تفشت أخيرا في أوساط الشباب والفتيات وأصبحت من سمات أغلبهم، فلا تكاد تدخل إلى «Cafe» أو مكان عام أو حتى أروقة ال»University» حتى يمر على مسمعك شباب يتحدثون فيما بينهم بال»English»، حتى إنني على ما يبدو انسجمت معهم واستخدمت في كلامي بعض الكلمات الإنجليزية في حديثي بالعربية على نحو ما يفعلون. وضاح وفاقي «طالب ثانوي» لديه كلماته الإنجليزية التي يستخدمها في حديثه: «أعتقد أن سبب توجه الشباب للغة الإنجليزية هو التأثير الغربي الكبير من الأجانب الذين يختلط بهم في عمله وحياته العامة، خصوصا أن الكثيرين أصبحوا يعتمدون في مصطلحاتهم على جمل إنجليزية»، ويضيف: «بصراحة بعض الشباب «ما في راسهم شي» ولكن يحاول فقط لفت انتباه الفتيات بطريقة تحدثه». ومن جهته يتحدث محمد قصير «طالب ثانوي»: «أتحدث الإنجليزية مع أصدقائي العرب وأستمتع حين أخطئ وأعدل أخطائي حتى استفيد مستقبلا في حياتي، ولا أرى عيبا في ذلك»، وعن الأسباب يضيف: «يتحدث الشباب الإنجليزية بسبب التأثير الغربي الكبير من سماعهم للأغاني ومشاهدة التلفزيون والإنترنت، فأصبحوا كلهم تقريبا ينطقون بالإنجليزية ولا مفر منها إلا بمواكبتهم، ولكن للأسف، يستخدمها بعضهم حتى يقال عنه «كول» و»برستيج». مواكبة التطور هناك من يعارضهما الرأي على نحو ما يقوله مرتضى جلال «طالب ثانوي»: «إلى متى ونحن نعيش هذا التخلف؟ وكل شيء دخيل على مجتمعنا العربي نعارضه، وجود اللغة الإنجليزية وتداولها بيننا أمر رائع ومهم جدا، ولا بد من تعلمها والحديث بها حتى نواكب التطور ونعيش العالمية»، ويتابع: «صحيح هنالك من يتشدقون بالحديث بهذه اللغة ويعتقدون أن لغتنا العربية ليست ذات أهمية ولكن هذا خطأ». متطورون ومرضى وتعلق ريم الشهري «طالبة جامعية»: «هذه الظاهرة منتشرة كثيرا في الجامعة وأوساط الفتيات وأرى أنها خطوة إيجابية رائعة»، وتستطرد: «يغضبني كثيرا الذين يحاولون تصنع الحديث بالإنجليزية وهم لا يفقهون شيئا، وأكثر مصطلحاتهم من لغة الشوارع والمصطلحات البذيئة، والمتحدثون بهذه الشكلية مجرد أشخاص يدخلون دائرة احتمالين: إما أنهم بالفعل يريدون تطوير أنفسهم ولغتهم أو أنهم مرضى يريدون أن يقولوا للناس: «شوفوني ترى أعرف أتكلم إنجليزي»، وتضيف: «كثير من الأشخاص الذين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة لا تجدهم يفعلون ذلك إلا وقت الحاجة إليها». رفع ضغط أماني سعيد «طالبة جامعية» لها محاولاتها في تعلم الإنجليزية بعيدا عن الاستعراض بكلماتها: «أحاول دائما أن أتعلم هذه اللغة من مجالستي لصديقاتي في الجامعة والاستفادة من المصطلحات الحديثة التي يستقونها من مشاهدتهم للأفلام الأجنبية»، وتضيف مازحة: «دائما «يرفعون ضغطي» إذا أرادوا ألا أعرف موضوعا يدور بينهم، وهذا كثيرا ما يستفزني ويحفزني لتعلم هذه اللغة خصوصا أنها أصبحت اللغة الأولى في العالم». وتعلق هاجر السماعيل على الظاهرة: «أراها مفيدة جدا وقد أفادتني كثيرا عندما أسافر إلى خارج المملكة، خصوصا أن الجميع يعرف أن مستوى التعليم الإنجليزي لدينا ضعيف»، وتضيف: «عانيت في بداية الأمر من سخرية الكثيرين مني وضحكهم على أسلوبي في الحديث، ولكني لم ألق لهم أي اهتمام خصوصا أنها أصبحت لغة عالمية، ولكن للأسف لا يعرف كثيرون مدى أهمية تعلم هذه اللغة إلا بعد أن يقع في موقف حرج أو موقف لا يعرف كيف يتصرف فيه، خصوصا عندما تواجه أشخاصا لا يجمعك بهم إلا هذه اللغة». في أحد المواقف استغللت فرصة وجود الهندي مقبول الحق وهو يغسل السيارة فسألته عن رأيه بعد معاناة في توصيل الفكرة والموضوع: «إنجلش مية مية، لازم تعليم بزورة عشان هذا كلو نفر كلم كذا على طول»، وأضاف: «فيه نفر على طول «جرجر» كثير إنجلش بس هو ما فيه معلوم إش كلام»