قبل أن يتولى أي رئيس أمريكي مهامه، عقب الفوز في الانتخابات «المرهقة»، تتركز أنظار الشعب على نوع «الكلب الأول». إنه الكلب، الذي سيدخل مع الرئيس البيت الأبيض، والقادر على إشغال فضول الجماهير، دون الالتفات إلى مشاغل العالم أجمع. ويعرف أنه قد مر على أمريكا 43 رئيسا، امتلك أغلبهم كلابا في مقر الحكم. وحرص الرئيس الأول جورج واشنطن في 1770، على جلب بعض كلاب الصيد من إنجلتراوفرنسا، واعتنى بهذه الكلاب حتى أصبحت الآن أصل كلاب الصيد الأمريكية. ولم يقتصر هذا الولع بالكلاب على الرئيس واشنطن وحده، بل انتقل إلى لاحقيه من الرؤساء خصوصا الرئيس الثالث توماس جيفرسون، الذي كشف اهتمامه بالكلاب منذ أن كان يعمل سفيرا في فرنسا؛ حيث حصل على كلبين من سلالة نقية لاستخدامهما في حماية أغنامه. ويبدو أن اهتمام الرؤساء بالكلاب كان لأغراض سياسية أيضا، فقد أطلق جيمس جارفيلد على كلبه اسم «فيتو»، في رسالة تحذير غير مباشرة. وفي أول مؤتمر صحفي لآخر رئيس منتحب في شيكاغو، أراد أوباما أن يفي بكل الوعود التي قدمها أثناء حملته الانتخابية، وكشف أنه حصل على الكلب الذي سيأتي معه إلى البيت الأبيض، وهو من فصيلة «الكانيش»، الذي يحظى بمكانة كبيرة في قلوب الأمريكيين منذ القدم ومعروف بذكائه الحاد وحسن التصرف، ليكون هذا أول وعد يفي به الرئيس الجديد. والطريف أن أوباما تدخل شخصيا في اختيار نوع الكلب الذي ستحصل عليه العائلة. وكان الشرط الوحيد أن يكون الكلب غير مسبب للحساسية لأن ابنته ماليا شديدة الحساسية.