أنهت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أمس الأعمال الميدانية للتعداد العام للسكان والمساكن بعد 15 يوما من العد، وذلك في أضخم عملية تعداد على مستوى المملكة، وأنجز حتى ظهر أمس ما نسبته 98.2 %. وأعلنت المصلحة أمس أن عمليات العد في الداخل تمت بشكل سلس، وأنها في انتظار ما سيرد من الملحقيات الثقافية في الخارج حيث وزعت استمارات على السعوديين في الخارج وطالبت بضرورة تعبئتها، وأشارت إلى أن توجيهات واضحة في هذا الخصوص تضمنتها الاستمارات التي أرسلت بعد تنسيق بين وزارة الخارجية والمصلحة والملحقيات الثقافية، من بينها حرمان الطلاب المبتعثين من المكافآت في حال عدم تفاعلهم مع هذا المشروع الوطني المهم. وكشفت المصلحة أن إنجازا كبيرا تحقق خلال الأيام الماضية، وساهمت الثقافة العامة لدى المواطنين والمقيمين في تسهيل العملية بشكل كامل، وأوضح المدير العام للمصلحة المشرف العام على التعداد مهنا المهنا: «أن عملية العد التي نفذها أكثر من 50 ألف مشتغل من إداريين وفنيين ومنسقين ومشرفين وتنفيذيين استكملت رصد كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالمواطنين والمقيمين في المملكة رغم الصعوبات والظروف الجوية التي واجهت الجهاز التنفيذي والإشرافي في بعض المدن أثناء فترة الأعمال الميدانية لعملية العد السكاني». وأكد أن جميع المشتغلين التنفيذيين سيراجعون خلال الأيام القادمة الاستمارات المستوفاة للتأكد من اكتمال البيانات وترميزها ومن ثم تسليمها للجهاز الإشرافي تمهيدا لإرسالها لمقر المصلحة بالرياض الأربعاء المقبل. فيما أشار مدير مشروع التعداد العام للسكان والمساكن عبدالله الباتل ل«شمس» إلى النجاحات الكبيرة التي تحققت: «حتى أمس كانت النسبة المتبقية هي 1.2 % من السكان، وانتهينا منها بنجاح، العمل في اليوم الأخير كان محصورا على المواعيد التي تلقاها العدادون ممن لم يتمكنوا من استقبال مندوبي المصلحة خلال الفترة الماضية، وحريصون على استيعاب الجميع من خلال أرقام اتصال زودوا بها للعدادين والمشرفين بحسب المناطق الإدارية التابعة لهم وسنمهلهم أسبوعا ليتواصلوا معنا ليشملهم التعداد، وهم فئة قليلة لا تكاد تذكر». واعتبر الباتل أن الحملة الإعلامية التي أوصلت رسالة التعداد إلى السكان لم تكلف شيئا: «يستغرب الكثيرون من ذلك، لكن بفضل التعاون والوقفة الصادقة التي وجدناها من مؤسسات الدولة لم نصرف الكثير على هذه الحملة، ويمكننا القول إننا لم نصرف على الحملة سوى القليل من المال مقابل الكثير من الأهداف التي تحققت». وأشار إلى وجود تعاون خليجي من أجل الاستفادة من تجربة السعودية في مجال التعداد: «نحن على تواصل دائم مع الإخوة في الخليج، قبل أيام زارنا وفد من الكويت أمضى ثلاثة أيام اطلعوا على تجربتنا وآلياتنا وتابعوا عملية العد ميدانيا والتعامل مع غرفة العمليات ومعالجة البيانات والمسح الضوئي، وهذا يعتبر في إطار التكامل فيما بيننا ونرحب بجميع الإخوة العرب ليستفيدوا من تجاربنا ونستفيد من خبراتهم وملاحظاتهم». وعن أبرز ملامح التعداد: «بالأمس أنهينا أولى المراحل، والملامح لم تظهر بعد، الاستمارات لا تزال تحفظ في حاويات مخصصة لها بعد تسليمها للمراقبين بواسطة العدادين ثم تصل إلى المفتشين والمشرفين، وجميع البيانات توضع في حاويات وتنقلها سيارات مؤمنة ضد الأمطار والأخطار». وأكد مدير مشروع التعداد أن الفترة الزمنية لظهور النتائج هي ستة أسابيع: «نحاول أن ننتهي قبل المدة، لكن تجربتنا في المسح الضوئي جديدة وقد نحتاج إلى بعض الوقت لتظهر النتائج وفق ما هو مخطط لها». وعن آلية عد من هم بالخارج أشار إلى أن العملية تمت وتسلمت المصلحة خلال الأيام الماضية استمارات من دول عربية وأجنبية ليس فيها أعداد كبيرة من السعوديين: «وزارة الخارجية نسقت مع مصلحة الإحصاءات والملحقيات الثقافية لتزويدها باستمارات تعنى بكل مبتعث وفرد خارج السعودية، ومن الضروري إنجازها في وقت محدد حتى أنها ربطت بمكافآت المبتعثين التي قد تتأخر في حال التأخر أو عدم التفاعل مع التعداد، والتعليمات في هذا الخصوص كانت واضحة، قبل أيام تسلمنا استمارات لكننا ننتظر الدول التي يوجد فيها سعوديون كثيرون وستصلنا خلال الفترة المقبلة بياناتهم وستعلن في بيان تفصيلي فور الانتهاء من عمليات الفرز والتحليل» .