لست بصدد نقاش مع من يتحدثون عن الوجه الآخر لولاية المرأة على المرأة من بني جنسها، وما يواكبه كما يشاع من قسوة وتعامل فظ، وكنتيجة تلقائية، لا إرادية لبعد فسيولوجي ونفسي، وربما يكون لي مقال خاص عن هذا الأمر لاحقا. ولكن ما استفزني فعلا، بل وحتى أصابني بألم بالغ كما هو حال كل من قرأ خبر «شمس» قبل أيام أو تابع شكوى الأب الأليمة لما تعرضت له ابنته الطالبة في المرحلة الابتدائية في المنطقة الشرقية من ظلم وسوء تعامل بل وسوء أمانة وخلق من معلمة عاقبت الطالبة وزميلتها بالأشغال الشاقة، عندما حكمت عليهما بتنظيف الصف وترتيب طاولاته بعد انتهاء الدراسة ومغادرة جميع الطالبات والمعلمات والمديرة والفراشات، لتغلق المدرسة أبوابها والطالبتان تنفذان الأمر «القرقوشي» لتعيش أسر الطالبتين حالة من الهلع والقلق الذي وصل إلى حد الفجيعة، وهم يبحثون عن ابنتيهما ويستنفر الآباء والأبناء والسائقون من جهة، والأمهات من جهة أخرى البحث، ليجدوا البنتين بعد أن اقترب العصر حبيستين في المدرسة تتصببان عرقا وتجهشان بالبكاء، ولن أسترسل في كيفية الوصول وطريقة دخول المدرسة. والمصيبة هنا ليست فقط في معلمة غير مسؤولة تفتقد لأخلاقيات مهنتها فقط، بل في رد مسؤولي التربية والتعليم الذين حملوا الطالبتين جزءا من المسؤولية فيما حدث، بينما أمر المعلمة رهنوه للتحقيقات..!! سبحان الله، فيما يخص الطالبتين لم تنتظر إدارة التربية والتعليم نتائج التحقيق بل قررت في لمح البصر تحميل الطالبتين الصغيرتين جزءا من المسؤولية لأنهما رضختا لجبروت المعلمة، خوفا وهلعا من ردة فعلها، في حين أرجأت إدانة المعلمة أو حتى تحميلها ما تبقى من مسؤولية إلى نهاية التحقيق الذي لن يتم، وإن تم فسيكون مجرد إجراء «تلملم» فيه الأمور، وهذا الانطباع أقوله من واقع تجارب سابقة ولحوادث اعتداء وسوء تعامل من معلمات كثر دون أن يكون فيها قرار تربوي رادع يحفظ للمدرسة دورها كدار تربية.. وأخلاق. أتطلع من الوزير الذي لن يرضيه ما حدث من معلمة الشرقية، ولا ما يحدث في مثل هذه الجوانب، إلى إجراء حاسم وتنظيم صارم يحفظ الحق لكل الأطراف..