كثير من الشباب يجهلون رواد الأغنية السعودية من شعراء وملحنين وفنانين على الرغم من الدور الذي قاموا به في تحديد هوية معالم الأغنية السعودية في بدايتها، وبمجرد ذكر اسم (طارق عبدالحكيم، عمر كدرس، عبدالله محمد، فوزي محسون وإبراهيم خفاجي) أو الأسماء النسائية التي كان لها إسهامات مثل (هيام يونس، توحة، والشاعرة ثريا قابل) حتى تدور علامات الاستفهام في مخيلة الشاب، الذي يظننا في البداية أننا نرمي عليه الأسماء من باب المزاح. “شمس” قامت بجولة سألت الكثير من الشباب عن رموز الفن السعودي والجيل الذهبي للأغنية إلا أنه اتضح من ذلك جهل العديد منهم بهذه الأسماء واكتفاؤهم بالأسماء الشابة الصاعدة والأغاني السريعة، محملين في إجاباتهم الإعلام ودوره في عدم خلق تواصل بين الأجيال وربط تطور الأغنية السعودية بالماضي الجميل.. في البداية تحدث الشاب محمد بن يحيى الذي بدا عند سؤاله ضاحكا ثم قال: “والله أول مرة أسمع أسماءهم”، ثم سألناه عن سبب عدم معرفته بأسمائهم فرد: “يمكن ما يطرحون ألبومات وليس لهم كليبات تعرض على الشاشة، ولا نقرأ عنهم في وسائل الإعلام، وأعدكم أنني سأبحث عنهم”، وطلب منا تزويده في ورقة ببعض الأسماء التي طرحناها عليه. الشاب عبدالله الشريف لم يختلف عن سابقه وأكد لنا أن جميع الشباب من جيله لا يعرفون شيئا اسمه (جيل الرواد)، ولم يصادف أن استمع إليهم وقال: “أعرف أغاني راشد الماجد والفنان سعد الصغير ومحمد الزيلعي”، وأضاف: “الفنانون القدامى لم نسمع لهم قط فلا نعرف (هيام يونس أو توحة) ولكن نعرف إليسا ونانسي عجرم”، مشيرا إلى أن القنوات الفضائية والغنائية بصفة خاصة لا تعرض أغاني هؤلاء الفنانين القدامى لكي نتعرف عليهم أكثر فنحن بحاجة إلى حفظ هذا الموروث الفني القديم الذي يخلّد للأجيال القادمة. يقول كل من الشابين سيف الهذلي وعبدالعزيز العتيبي لقد مر علينا اسما طارق عبدالحكيم وطلال مداح، ولكن لم نستمع إلى أغانيهما؛ حيث إننا كشباب نستمع إلى من يحاكي مشاعرنا وأحاسيسنا في الوقت الحاضر، فنحن نستمع إلى خالد عبدالرحمن ومحمد الزيلعي ورابح صقر، والفنانين الشباب الصاعدين، وعن أغنية (يا ريم وادي ثقيف) لطارق عبدالحكيم وأغنية (يا سارية خبريني) لعمر كدرس أوضحا أن مثل هذه الأغاني لا يعرفونها، ويجهلونها تماما، مبررين أن لكل جيل فنانيهم المفضلين الذين يستمعون لهم باستمرار. بينما يبين كل من الشابين خالد علي وعباس السبيعي أن القنوات الفضائية التي تبث الأغاني لا تبث سوى الأغاني الحديثة التي يصدح بها الفنانون الصاعدون وبعض الجيل الأخير أمثال خالد عبدالرحمن وراشد الماجد ورابح صقر، أما عن الأغاني القديمة فلا يعرفون إلا بعض أسماء الفنانين دون الاستماع إلى أغانيهم فلم يحدث ذلك، وأضافا: “نتمنى من الشركات المنتجة للأغاني إعادة الأغاني التي شدا بها الفنانون القدامى، وإخراجها بثوب آخر، مع التنويه عمن غنى لكي نتعرف عليهم أكثر، فنحن في هذا الجيل لا يستهوينا سوى الأغاني الخفيفة مثل (التاكسي) و(أهل النيل) وغيرهما.