أثارت فكرة إطلاق نادي جدة للإعلام والثقافة التي أعلن عن إطلاقها عدد من الأكاديميين ومن وصفوا ب(كتاب النخبة)، موجة من الاستياء العام بين إعلاميي المنطقة، الأمر الذي يهدد بوأد الفكرة قبل بداية تطبيقها. وبحسب مطلعين على فكرة إطلاق النادي الذي يعد الأول من نوعه في جدة، فإن القائمة المعلنة لأعضاء النادي تجاهلت جميع الصحافيين الميدانيين في غالبية الصحف المحلية، وضمت فئة وصفت ب(النخبوية) من كتاب وأكاديميين لم يمارسوا العمل الصحافي الميداني، وهو الأمر الذي ولد حالة من الاستياء لدى الصحافيين الميدانيين الذين هددوا بمقاطعة النادي في حال استمرار الأعضاء الحاليين فيه، مطالبين بتمثيل كامل لهم في النادي وليس للكتاب والمثقفين. وبالرغم من تفاؤل البعض بإقامة الملتقيات التي تصب في مصلحة الإعلامي، إلا أن هناك من عارضوا الفكرة، خصوصا أنها لم تتبلور بأهداف واضحة وخطط وبرامج معلنة. دور مكرر الدكتور عبدالله الجحلان أمين هيئة الصحفيين السعوديين لم يكن لديه خلفية عن الموضوع تماما، تحدث ل”شمس” قائلا: “لا أستطيع أن أدلي بالمعلومة، فأنا أجهل ذلك، ولم يتم إبلاغنا عن النادي ولا يوجد لدي أي تصور عن النشاط الذي سيقومون به”. وأضاف الجحلان: “إن أي منشط إعلامي لا بد أن يكون له تصريح من جهة معينة تمنحه المشروعية، وإذا كان تكرارا لعمل جهة أو هيئة معينة كهيئة الصحفيين، فأرى وجوده مثل عدمه”. وتساءل الجحلان: “ما الذي تهدف له تلك الجهة من جراء تكرارها لأفكار الآخرين؟ وإذا كان نشاطها هو خدمة الإعلامي السعودي وتقديم الدعم له، فلم لا تكون تحت مظلة الهيئة؟”. نشاط مختلف وأوضح عبدالرحمن الهزاع المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام وعضو النادي أن الفكرة لا تزال في البدايات وفي طور النقاش، ولم يلتق أعضاؤها على طاولة واحدة حتى أمس الأول، وكل ما هناك هو أن التواصل تم عبر الإيميلات بين الأعضاء. وعن الأفكار التي يتبناها النادي وما إذا كانت تتعارض مع أهداف هيئة الصحفيين أجاب الهزاع: “عمل النادي سيكون مختلفا تماما عن عمل الهيئة، فهو سيقوم بتنظيم ندوات ودورات تساهم في تطوير العمل الصحافي، ولا أظن أن هناك تعارضا، خاصة أن الهيئة لا تقبل الأعضاء إلا بشروط، وتقيم ذلك من خلال السيرة الذاتية للإعلامي”. صحافيون بالاسم وأبدى الزميل عبدالله الطياري من صحيفة المدينة أول اعتراض على تشكيل النادي بصفته الحالية عبر المجموعة البريدية لصناع الأحداث، وقال: “إن فكرة النادي كانت ولا تزال تراود الكثير من الصحافيين، وقد فوجئنا بإطلاق النادي تحت مظلة الغرفة التجارية والصناعية بجدة، ولم يكن من ضمن الأسماء المعلنة أي صحافي ميداني، بل ظلت الأسماء التأسيسية للنادي تحوم حول أعضاء ليس لهم علاقة بالعمل الصحافي، وغالبيتهم كتاب وأكاديميون لم يمارسوا العمل الصحافي يوما”. وأشار الطياري إلى أن صحافيي جدة على استعداد تام لإنشاء النادي بمجهودهم الخاص، ولا يحتاجون إلى وصاية أحد كي يضع لهم الخطوط العريضة التي يسيرون عليها في ناديهم المزمع إنشاؤه، وهو الأمر الذي دفعنا إلى المطالبة بوقف تنفيذ فكرة النادي إلى حين إعادة النظر في أعضائه المؤسسين الذين يجب أن يكونوا من الصحافيين الميدانيين الذين أفنوا عمرهم وساعاتهم اليومية في البحث عن الأخبار وصناعة التقارير التي تزخر بها الصحف المحلية، وليس من أولئك المعلقين على جهد الصحافيين بكتاباتهم أو تعليقاتهم المعروفة. وتساءل الطياري عن أهمية وجود أشخاص لا علاقة لهم بمنطقة جدة ويقيمون بصفة دائمة في الرياض؛ مثل عبدالرحمن الهزاع والدكتور عبدالعزيز داغستاني؟ وأضاف: أن الزملاء الصحافيين ليسوا بحاجة إلى وصاية عليهم في زمن الانتخاب. فكرة غير منطقية معتوق الشريف الصحافي بالزميلة عكاظ يعارض فكرة النادي ولا يرى له أي أهمية في ظل وجود هيئة الصحفيين، وقال: “إن هذه الفكرة طرحت منذ عام، وهي توازي فكرة نادي الإعلاميين في غرفة المنطقة الشرقية، ولكن وجود النادي داخل أروقة الغرف التجارية غير منطقي”.. مشيرا إلى أن العمل سيتحول إلى عمل يخدم نشاط الغرفة التجارية ولا انعكاس له على الوسط الإعلامي ومنسوبيه، وأكد حاجة الإعلاميين إلى جهات وجمعيات مدنية تحتضنهم، وقال: “هذا يعطي مؤشرا إلى أن هناك عدم تواصل بين بعض الإعلاميين وهيئة الصحفيين”.. متمنيا أن تفتح وزارة الثقافة والإعلام ذراعيها للإعلاميين وتنشئ جمعيات وهيئات وأندية تضع مصلحة الإعلامي في أولوياتها وتسهم في صقله وتوسيع مداركه”.