طالب معلم كفيف الجهات التي تشرف على دمج المكفوفين في مدارس التعليم العام بتخصيص صالات ألعاب رياضية بكافة المدارس ولجميع المراحل بحيث تتلاءم مع طبيعة المكفوفين وقدراتهم تحت إشراف معلم رياضة مختص بالتعامل مع المكفوفين، لافتا إلى عدم توافر هذه الصالات في المدارس ما يعوق حركة المكفوفين أثناء ممارسة الرياضة في المدرسة. وأوضح عبدالرزاق الغيلان “معلم كفيف في مدرسة ابتدائية بالخبر ل “شمس” على هامش فعاليات حملة “الحياة إرادة” التي أطلقها نادي إرادة في مجمع الراشد أمس الأول على مدى خمسة أيام، أن برامج الدمج للمكفوفين أبرزت نتائج جيدة في المساهمة في تغيير الصورة السلبية تجاه المعاقين والنظر إليهم كعنصر فعال في المجتمع وليس قاصرا، مشيرا إلى أنها غيرت الذهنية النمطية التي تدور في فلك التعامل معهم تحت مبدأ الرحمة والشفقة المرفوض من قبل هذه الفئة. وقال الغيلان، الذي جاء إلى الدنيا فاقدا بصره إن فهم عامة الناس في كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة لا يزال منقوصا ويعاني قصورا يلقي بظلاله على نفسية المعاق، وأضاف: “تخصص لنا الدولة مواقف خاصة إلا أن الأصحاء يزاحموننا عليها، علاوة على عدم معرفة أفراد الأمن الخاص بالمجمعات التجارية على سبيل المثال بمدلول ما نحمله من بطاقات خاصة بالمواقف، وهذا يدل على عدم الوعي بحاجاتنا”. ويؤكد عدم مواجهة أية مشكلات تذكر أثناء دراسته في معهد النور، إلا أن المشكلات بدأت عند التحاقه بالجامعة، ويضيف: “كانت أكبر العقبات عندي تتمثل في التعامل مع كادر التدريس في الجامعة والطلبة، لاسيما أني كنت أعاني كثيرا عند تسجيلي للمواد”. ولم يكن فقدان عبدالمحسن الشايع، طالب في المرحلة الابتدائية بالخبر، لبصره عائقا أمام تفجير طاقاته ومهاراته الرياضية في لعبة كرة القدم بشهادة مدربيه والقائمين على متابعته لينسج بذلك حلمه بالانضمام إلى نادي الهلال الذي يشجعه ويتابع أخباره بشغف، بيد أن حلم الانضمام إلى أي فريق، كما يقول، مرهون بإجراء عملية جراحية لبصره الذي فقده إثر حادث مروري ولم تسعف الحالة المادية لأهله إجراء هذه العملية التي يؤكد الأطباء على أهمية إجرائها لاسيما أن هناك نسبة عالية من الأمل لإرجاع النور إلى عينيه. وكانت الفرحة تغمر الطلبة مازن القرني وتركي العجاجي ونايف الغزواني التي شاءت الأقدار أن يفقدوا أبصارهم إلا أن نور بصيرتهم أضاءت أجواء المجمع الذي اكتظ بالزوار من نفس الفئات والأصحاء بمجرد الحديث معهم عن مزاولتهم لرياضة كرة القدم في المدرسة عن طريق كرة الهدف الخاصة بالمكفوفين. من جهة أخرى أوضحت أمل الدار الناشطة الحقوقية في هيئة حقوق الإنسان أن دور الهيئة يتمثل في حفظ حق وكرامة المعاق بالدرجة الأولى من خلال تفعيل الاتفاقية الخاصة بالمعاقين وفهم المعاق لحقوقه، مشيرة إلى أن أغلب المعاقين يجهلون حقوقهم. وأشارت الدار إلى سعي الهيئة الحثيث لتفعيل نسبة توظيف 2 في المئة الخاصة بالمعاقين في المؤسسات الخاصة التي تشغل أكثر من 50 عاملا لديها، وتستطيع توظيف المعاقين بما يتلاءم مع طبيعة المؤسسة وظروفهم.