كشفت دراسة مشتركة لباحثين من جامعات نوتردام بإنديانا وروشستر بنيويورك والجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن عن تأثير المشاجرات الأسرية بين الأب والأم داخل المنزل على سلوك الأطفال واتجاههم نحو العنف مع أشقائهم، وأن الكيفية التي يتعامل بها الآباء والأمهات مع الخلافات الزوجية تؤثر على درجة شعور الطفل بالأمان، لأن الاستقرار الأسري هو صمام الأمان العاطفي، فكلما كانت العلاقة الزوجية قوية كانت قدرات الطفل على اكتشاف العالم الخارجي وعلاقاته مع الآخرين فيه أقوى، وتدمر المشاكل الأسرية هذا الجسر مع العالم، ولذلك على الوالدين تعلم كيف يكون الخلاف العائلي أمرا بناء، وليس مدمرا، وذلك بوضع حلول عملية وإيجابية للمشاكل الأسرية. وتشير الدراسة إلى أن الشجار بين الزوجين أمام الأطفال أو حتى إهمال أحدهما للآخر، يترك أثرا من الأفكار السلبية عن الزواج والوالدين لديهم، ويستمر هذا الشعور لمدة طويلة، موضحة أن تربية الطفل ليست بالأمر الهيّن وتتطلب وعيا معرفيا وجهدا وصبرا كبيرا. وتطرقت الدراسة إلى أن وجود الإخوة داخل الأسرة الواحدة ضرورة لتعلم قواعد التعامل مع الآخرين، والتكيف الاجتماعي، كما أن وجود أخ أو أكثر يمثل لكل طفل دعما نفسيا واجتماعيا، ويوفر له مزايا عاطفية وارتباطات انفعالية قوية، ويمثل له رفقة مضمونة في معظم أنواع اللعب والهوايات، ويشعر من خلالها كل طفل أنه جزء من عالم طفل آخر.