يحكي (لافونتين) في قصته الشهيرة أن سلحفاة كسرت القاعدة بفوزها على الأرنب في سباق الجري! وبرر هذه النتيجة غير المألوفة بنوم الأرنب جانب الميدان وتكاسله عن إكمال السباق رغم تقدمه بادئ الأمر؛ ليتسنى للسلحفاة الفوز رغم بطئها. وهذا السباق المزعوم بين السلحفاة والأرنب يجعلني أنظر إلى سباق آخر من نوع آخر يجري على أشده لدينا، بين الزيادة السكانية وبين الاحتياجات الخدمية، فرغم أن النمو السكاني يجري بسرعة الأرنب نجد أن بعض الاحتياجات الخدمية لا تزال تدب بسرعة السلحفاة! فسرعة زيادة الطلاب يقابلها بطء في إنشاء المدارس وافتتاح الفصول، وتزايد من هم في حاجة إلى العناية الصحية يقابلها بطء في زيادة الأسِرة وتوسعة المستشفيات، وقس على هذا! وهنا يطرح السؤال نفسه: هل من الممكن أن تلحق سلحفاة المشروعات الخدمية بأرنب النمو السكاني كما فعلت سلحفاة لافونتين؟ المتفائلون وأنا معهم يرون أن هذا من الممكن أن يتحقق، وذلك بإحدى وسيلتين، الأولى: أن نحد من سرعة الأرنب، بمعنى أن نحد من هذا الانفجار السكاني، وهذا حل قليل من ينادي به، ولعل آخرهم الشيخ أحمد بن باز في لقائه بجريدة الوطن، أما الطريقة الثانية والتي ينادي بها الجميع: فهي أن تضاعف السلحفاة جهدها علها أن تسبق الأرنب، أو على الأقل تكون على مقربة منه.