أكد الدكتور مازن المطبقاني، عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود، أن الغربيين منحوا عددا من أبناء الأمة العربية والإسلامية شهادات لا يستحقونها؛ حيث إن أكثرهم لا يتقنون اللغة الإنجليزية فضلا عن تعمقهم في العلوم التي درسوها. وقال الدكتور المطبقاني، إن مبتعثي الدول الآسيوية إلى الغرب كانت تجرى لهم اختبارات دورية عن مدى جدية العلوم التي درسوها، مشيرا إلى أن أحد أباطرة اليابان كان يعاقب مجموعة من المبتعثين لأنهم تغيروا سلوكيا وأخلاقيا ولم يحققوا النتيجة المنشودة، وقارن المطبقانى تلك الحالة بالبعثات العربية للغرب والتي كانت تتيح للطالب أن يدرس أي شيء مؤكدا أن الغربيين منحوا عددا من المبتعثين شهادات لا يستحقونها. وتطرق الدكتور المطبقاني في حديثه للنظرة التاريخية للبعثات العربية، والتي أرجعها لبدايات القرن ال19، وإلى مرحلة محمد علي باشا في مصر والدولة العثمانية، حيث تزامن الابتعاث مع قيام الثورة الفرنسية والقطيعة بين الدين والسياسة في فرنسا، ولفت المطبقاني النظر إلى أن الابتعاث القديم كان بإيحاء من مستشرقين، أمثال المستشرق جومار آدم فومار في مصر الذي طور مشروع نابليون، وقام بإرسال500 شخص من المشايخ والمماليك ليعيشوا في فرنسا لمدة سنتين ويتشبعوا بالثقافة الفرنسية، ثم إذا عادوا كانوا أنصارا لفرنسا، كما استعرض المطبقاني دور الجامعات والكليات الأجنبية في التأثير باعتبارها نوعا من الابتعاث الداخلي. إلى ذلك، بيّن المطبقاني أن الابتعاث لم يكن منبعه القرار الداخلي مثل البعثات التي أرسلها الفرنجة إلى ممالك المسلمين سابقا، مشيرا إلى أن القضية كانت بإيحاء من الغربيين هدفها الظاهر تحصيل العلوم التطبيقية، أما الباطن فكان يتمثل في إشباع الطلاب بعظمة الغرب ليعودوا ويكونوا أنصارا له، مشيرا إلى أن أغلب رموز التيار التغريبي في الوطن العربي والحداثة ودعاة العلمانية هم نتاج برامج الابتعاث. وختم المطبقاني حديثه، بالتأكيد على ضرورة أن يسبق برامج الابتعاث المستقبلية تخطيط دقيق للمبتعثين تتضمن دراسة شخصياتهم وأحوالهم وإعدادهم بالشكل الملائم لكي يستطيعوا العيش في الغرب، وإدخالهم في دورات مسبقة تعرفهم باللغات والمجتمع الذي سيقبلون عليه من ناحية تكوينه العقدي والأخلاقي والفكري والاجتماعي، ليعرفوا الغرب قبل الذهاب إليه.