يأتي لقاء الهلال والأهلي على نهائي كأس ولي العهد (غدا الجمعة) محملا بالذكريات التاريخية والتنافس الجميل الذي تحول في العقد الأخير لاكتساح أزرق جعل مواجهات الفريقين تصبح مجرد مباريات عادية محسومة النتيجة سلفا!.. الحال ذاته ينطبق على لقاءات الفريق العالمي العريق مانشستر يونايتد مع ميلان الإيطالي، فالأخير يمثل عقدة مستعصية للأول الذي لم يستطع الفوز أبدا خلال اللقاءات الأربعة التي جمعتهما في تاريخ دوري أبطال أوروبا، ورغم ذلك استطاع لاعبو المان يونايتد أمس الأول تسديد فواتير الماضي وهم يقهرون (حامل اللقب سبع مرات) على أرضه وبين جماهيره. أسوق هذه المقارنة السريعة مع الاختلاف بين الحالين لتأكيد قدرة نجوم الأهلي على تحدي عوامل التفوق الهلالي وكتابة التاريخ من جديد، حيث بإمكان مالك والجيزاوي ورفاقهما أن يتغلبوا على نقص صفوفهم ليواجهوا طموح بطل الدوري، وجموح حامل لقب كأس ولي العهد، الساعي نحو الرقم خمسين! في قراءة عاجلة لمشوار الفريقين في المسابقة نجد أن الهلال يتعمد الظهور أمام الأندية الصغيرة بأقل جهد؛ لذا فهو يعطي انطباعا (وهميا) بأن الفريق يعاني، حصل هذا أمام الفيصلي ثم نجران.. بعدها سرعان ما يعود في اللقاء التالي مباشرة لمستوياته الكبيرة أمام الأندية الكبيرة، حصل هذا أمام النصر وسيحصل أمام الأهلي بغض النظر عن النتيجة.. في حين نجد أن الأهلي قدم مستويات متذبذبة (صريحة) أمام هجر والفتح والشباب، بالتالي يصعب التكهن حول ما يمكن أن يكون عليه في الختام. أمر آخر يستحق التسجيل.. حيث لعب الأهلي جميع لقاءاته بما فيها النهائي خارج أرضه، في حين لعب الهلال كل مبارياته على أرضه وبين جماهيره، وإذا كان الأخضر حقق الفوز بنتائج متباينة وغير متشابهة؛ فالأزرق حقق الفوز بنفس النتيجة ( 2 / 1 ) التي تكررت في كل الأدوار. بناء على المعطيات السابقة وظروف النقص، أستطيع التكهن بفوز هلالي يكرر ذات النتيجة، مع ندية متوسطة، وربما يؤدي توتر لاعبي الأهلي إلى حصولهم على بطاقات ملونة. المباراة ستكون بين الثقة الهلالية المصحوبة بخبرة وهدوء (وطول بال) وإصرار على الفوز.. وبين حماس أهلاوي وطموح قوي ومهارات ربما تحرمها من الظهور أخطاء التحكيم وأقدام رادوي. كل الأماني للفريقين بتقديم نهائي يليق بهما وبمستوى الكرة السعودية، بعيدا عن التشنج، وكل التبريكات لهما بالوصول لمنصة الذهب والتشرف بالسلام على راعي المباراة.