اقتحم الشعراء دائرة المنافسة على خطف الأضواء في الإعلانات التجارية والحملات الترويجية للسلع والخدمات، من خلال استعانة كبريات الشركات بهم في تسجيل بعض الأعمال الدعائية. ولم يعد الظهور الدعائي حكرا على مشاهير كرة القدم أو نجوم الشاشة الفضية من ممثلين وفنانين بل اقتحم الشعراء الساحة إلى جانبهم بقوة من خلال الظهور في عدد من المواقع سواء كانت دعائية ترويجية أو خدماتية. ويبرز اسم الشاعر الكويتي حامد زيد في مقدمة الأسماء التي نشطت في هذا المجال أخيرا، بعد أن وقعت معه شركة الاتصالات السعودية عقدا لبث قصائده عبر خدمة الجوال التي استفاد منها عشرات الشعراء من خلال خدمة (صدى) التي يمكنهم تزويد جمهورهم بآخر قصائدهم الجديدة عبرها. وفي الإطار نفسه لم تتوقف قصيدة (ناقتي يا ناقتي) للشاعر ناصر الفراعنة عند حدود مسرح شاطئ الراحة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أو في المنابر المسرحية في الأمسيات الشعرية فقط، بل اقتحمت إعلانا دعائيا للاتصالات السعودية التي وقعت معه اتفاقية في هذا الخصوص. وكان للشاعر فيصل اليامي اتجاها مغايرا في هذا الإطار بعد أن ظهرت قصائده الشعرية في أكثر من إعلان تجاري، كان أبرزها أحد العطور الذي أنتجته شركة تجارية معروفة، وشاركته في أدائه المذيعة الكويتية حليمة بولند. ولم يقتصر نشاط اليامي التجاري عند هذا الحد بل امتد للإشراف على مشروع مهرجان “بدينا شعر” مع شركة موبايلي للاتصالات، وهو الأمر الذي تفاعل معه الكثيرون عطفا على الجماهيرية التي يمتلكها في الأوساط الشبابية. وقد انتبهت الشركات التجارية للجماهيرية الكبيرة التي يمتلكها الكثير من الشعراء المعروفين في الساحة، ما جعلها تبحث عن الاستفادة من هذا الجانب عبر عدة وسائل كما فعلت شركة روتانا مع الشاعر ياسر التويجري الذي أبرمت معه عقدا تجاريا يخول لها رعاية أمسياته أو تنسيقها. ولعل هذا الجانب من الاهتمام التجاري بالشعر يفتح باب رزق جديد للشعراء الذين يتسابقون لإثبات وجودهم في الساحة، وتقديم كل ما هو جديد في ظل وجود سباق محموم في الفضاء المفتوح عبر برامج ومسابقات لا حد لها ولا حصر.