“آراء وأصداء” منبر للقراء يتناول مختلف القضايا والاهتمامات، وهي صفحة مفتوحة لكل صاحب فكر ورأي وموهبة للكتابة وإبداء الرأي فيما ينشر ويبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.. ويمكن التواصل مع الصفحة عبر البريد الإلكتروني اطلعت قبل أيام على بعض ما جاء في ورقة للدكتور خالد الدريس المشرف العام على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، والتي ألقاها في ملتقى التفكير الأول الذي عقد في جدة أخيرا، والتي أكد فيها على ضرورة تعليم (التفكير الناقد من منظور إسلامي) كضرورة من ضرورات تنمية السلام الاجتماعي، وأحد الروافد المهمة لتعزيز الأمن الفكري لدى الشباب والناشئة لحمايتهم من دعاوى العنف والتطرف. والحقيقة فقد أعجبني الطرح خاصة أن التفكير نشاط عقلي يحاول الوصول إلى إجابات أو حلول تكون منطقية. وهذا ما نحتاج إليه من أجل قناعات إيجابية راسخة تتحول إلى منظومة من منظومات التنمية في كافة أشكالها. وأهمية تبني التفكير الناقد تنبع من قائم على طريقة منهجية لتشكيل فكر الإنسان وصياغته وقائم على معايير عقلية. كما أن المفكر الناقد يقوم بفحص وتقويم الحلول المتاحة من أجل إصدار حكم حول قيمة أمر ما، وهو ما يجعله يستخدم بعض الأساليب للوصول إلى حكم صائب، ومنها البحث عن صيغة واضحة لموضوع السؤال، وعن الأسباب والحرص على وصول المعلومة الضرورية إليه مع عدم ترك النقطة الرئيسية للموضوع تفلت منه مع الأخذ في الحسبان الموقف بكامله وليس بجزء منه. كما أنه يتطلب من صاحبه أن يكون منفتح الذهن مهتما بوجهات نظر الآخرين ولا يسارع بإصدار أحكام ما لم تتوافر لديه كافة القناعات اللازمة للحكم. كل هذه الأمور تجعل بالفعل من التفكير الناقد آلية مناسبة جدا للقضاء على كثير من السلبيات التي قد تؤثر في قدرة البعض وخاصة الشباب في الحكم على الأمور. الأمر ليس بالمعقد ويكفي أن ننشر بيننا ثقافة الحوار حتى بين الأطفال، في البيت وفي المدرسة وفي مكان العمل وجلسات الأصدقاء، وأن نتعلم كيف ننصت للآخرين ونستوعب كلامهم قبل أن نرد.. أعتقد أننا بذلك سنصل إلى آفاق بعيدة من السلام الاجتماعي.