الداعية الشيخ سليمان الجبيلان، يعد من أبرز الدعاة الذين يحظون بمتابعة من الشباب، بدأ حياته الدعوية قبل قرابة (20) عاما، ومازال ينبض بالعطاء، اشتهر بأسلوب الطرافة والضحك، مما جعل شعبيته تزداد على امتداد الخليج والوطن العربي الكبير، الجبيلان وضع النقاط على الحروف من خلال الحوار الذي أجريناه معه، مؤكدا أن الدعاة يجب أن يكونوا على وعي وإدراك لما يحصل حولهم، وأن يكونوا أكثر معرفة لاهتمامات الشباب التي تتغير بين جيل وآخر، ورد الجبيلان من خلال حديثه على بعض الاتهامات التي تطال أسلوبه الدعوي، مؤكدا أنه أخذ الضوء الأخضر من كبار العلماء في السعودية، على أسلوبه الذي يتسم بالطرافة، وأنهم شجعوه في بداياته للمسير على نفس الطريقة، وكشف الجبيلان عن الطريقة التي يستقي منها كلمات الأغاني الشبابية، نافيا في الوقت ذاته أن يكون مستمعا للغناء، وقدم الجبيلان جملة من النصائح للدعاة الجدد، موضحا لهم الطريقة السحرية للاستحواذ على اهتمامهم والتأثير فيهم. كيف استطعت أن تستحوذ من خلال الدعوة على قلوب الشباب؟ بالحكمة والموعظة الحسنة والأسلوب السهل البسيط غير المتكلف، هكذا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والشباب بشكل عام لا يفضلون سوى الداعية الذي يتحدث بأسلوب بسيط قريب إليهم، وهناك أمر مهم وهو ضرورة التحدث عن اهتمامات الشباب، والخوض في تفاصيلها والتوجيه حيالها، وهذا أمر مهم بالنسبة إلى الشباب، وكذلك للدعاة الذين ينشدون أن يغيروا في مجتمع الشباب، هذا دون إغفال أمور مهمة تتعلق بصلة الإنسان بربه عز وجل، ويجب على الداعية أن يطلب التوفيق من الله عز وجل، فبلا شك أن الله عز وجل هو من يطرح القبول وهو من ينزعه سبحانه وتعالى. الأخطاء التي تحصل من بعض الدعاة الشباب كيف يمكن تلافيها؟ هناك أمور مهمة على الداعية أن يكون على علم بها من الأمور الشرعية، ثم عليه عند البداية أن يكون قريبا من العلماء وطلبة العلم، وأن يلقي بحضرتهم، وأن يطلب منهم التصويب فيما يقول، وهذه مهمة جدا، لأجل أن تكون بداية الداعية بشكل إيجابي وسليم، وأذكر أننا قبل حرب الخليج كان الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، يخصص كل يوم أربعاء ليلة الخميس، فيمر الدور على طلابه بالأحرف، وحتى وصل حرف السين، فقمت وتكلمت بكلمة فيها دعابة وسرور، ففرح الشيخ وانبسط، وطلب أن أستمر على هذا النحو، وأذكر أيضا أن الشيخ ابن جبرين رحمه الله ألقيت في مجلس كان فيه، وشجعني كثيرا، وقال الحمد لله الذي أحياني حتى أرى أبنائي يتحدثون فيجيدون الحديث، من هنا ينبغي على الدعاة الشباب أو الجدد أن يستأنسوا ويكونوا قريبين من العلماء حتى لا يقعوا في أخطاء كبيرة أو جسيمة. البعض يتهمك بسماع الأغاني والدليل أنك تأتي بكلمات لأغنيات في محاضراتك وتتحدث عن تفاصيلها أيضا؟ يبتسم قبل أن يجيب، بالنسبة إلى هذا الاتهام، فهو بالتأكيد غير صحيح، وستسألني (من وين أجيبها صح)؟، حقيقة أنا أقرأ الصحف بشكل متقطع، وكثيرا ما أقرؤها في الطائرة بسبب كثرة أسفاري، ويصادف وأنا أقرأ، وجود كلمات للفنان الفلاني، وأنه طرحها في ألبومه الجديد، أو الفنانة الفلانية، وهكذا أحاول أن أتعرف على هذه الكلمات، وأن أدخل للشباب من خلالها، كما أستفيد من الشباب التائبين الجدد في تزويدنا بمثل هذه الكلمات، وهي ليست هدفا وإنما نأخذها وسيلة جذب ليس إلا. لو تحدثنا عن أسلوبك المتسم بالمرح والضحك البعض يصفه بأنه لا يتوازى مع كونك داعية وشيخا فما رأيك؟ أسلوب الدعابة والضحك أمر محمود، وهو أسلوب دعوي ليس فيه مخالفة للنهج الشرعي، وكما يعلم الجميع أن أساليب الدعوة ليست توقيفية، فأنت يمكنك أن تدعو عن طريق الإنترنت أو الشريط أو الكتيب، وهكذا، وأذكر أن الشيخ ابن باز رحمه الله نبه إلى هذا الأمر وأن أساليب الدعوة ليست توقيفية، وإنما ما كان فيه نص شرعي فيجب الوقوف عنده والسير معه، وشيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله، نبه إلى ذلك أيضا، ولكن علينا أن نعرف مثلا أن خطبة العيدين مثلا أو صلاة الكسوف أو صلاة الاستسقاء، كلها لها طرق محددة في الشرع، فلا يأتي أحد ويجتهد في أسلوبها وطريقتها، أما لو تحدثت عن أسلوبي، فهو أمر واسع، ولا يهم لو كان الآخرين تحدثوا عنه بالسلب، مادام الأمر في حدود المباح، وعدم ارتكاب المحرم. لكن هناك انتقادات لأسلوبك الدعوي كما أسلفت أنت بماذا ترد؟ كما قلت لك، النقد وارد على كل شيخ، وعلى كل داعية وكل مصلح، وكما قال- مد الله في عمره- الشيخ سلمان العودة: “إذا أردت ألا تنتقد فضع سريرك في البيت واستلق على ظهرك فلن ينقدك أحد”، وأنا أقول: “حتى لو جلست في البيت لوجدت من ينقدك، هذا جالس في البيت هذا كسول هذا كذا وكذا”، فالنقد وارد ولن تستطيع أن ترضي الناس؛ لكن إذا وكلت أمرك لله سبحانه وتعالى، وأقنعت نفسك في هذا الأمر ثم استشرت العلماء وأهل العلم، فهؤلاء والحمد لله هم من تقوم بهم الحجة، وأي أسلوب وأي داعية لا بد أن ينقد كائنا من كان، ولكن من كان عنده دليل من الكتاب والسنة ويرجع إلى العلماء، ولا يكابر برأيه.