لم تعد للعملات المعدنية أي قيمة لدى كثير من الناس، بعد أن تضخمت الأسعار وارتفعت بشكل خيالي على مدى سنوات طويلة في خط تصاعدي ثابت. ولكن بالنسبة إلى آخرين فإن تلك العملات أصبحت تدر عليهم مكاسب كبيرة، فأصحاب المحال التجارية، وخاصة البقالات، أصبحوا يعطون المستهلكين قطعة من العلك أو الحلويات في مقابل ما تبقى له من نقود.. فعلى سبيل المثال عندما يتبقى لك 99 هللة، فإن مسؤول الخزنة سيعطيك قطعة حلوى ب 50 هللة فقط، ويترك لنفسه 44 هللة ربحا صافيا لا تعب فيه ولا كد.. والغريب في الأمر أنك لا تجد أحدا يعترض أو يطالب بحقه كاملا.. والمدهش أكثر أن بالمتجر عملات معدنية من مختلف الفئات. انظر إلى عدد الأشخاص الذين يتركون تلك الكسور من الريال، فستعرف الأرباح الكبيرة التي يدرها أصحاب المتاجر.. والأمثلة كثيرة. وأعتقد أن هذا السلوك يجب أن يتغير، فإن كنا لا نرغب في حمل عملات معدنية في جيوبنا فيمكن أن نضعها في علبة معدنية أو “حصالة” ويوم بعد يوم ستتحول تلك العملات الصغيرة إلى مبلغ محترم جدا يكفي لشراء وجبة كاملة، أو تعبئة السيارة بالوقود، أو يمكن أن تعطيه مصروفا لأطفالك.. المهم أنه بهذه الطريقة سنتعلم وسننقل هذه الثقافة إلى أبنائنا.